14 سبتمبر 2025
تسجيلكُنَّا ننتظرُ أنْ تُسْـهِـمَ كأسُ الخليجِ الحاليةُ في الإعدادِ النفسيِّ للمنتخباتِ الـمُشارِكَـةِ لـمواجهةِ جمهورٍ ضخمٍ يهتفُ للفريقِ صاحبِ الأرضِ، مما يُـعِـدُّ اللاعبينَ لِـما سيواجهونَـهُ في البطولاتِ القاريةِ والدوليةِ. لكنَّ الـموجَ الجماهيريَّ الأخضرَ، الذي اعتدنا أنْ يهزَّ الـملاعبَ بهديرِهِ، غابَ عنِ البطولةِ فأضعفَ روحَها الجماهيريةَ. لقد نجحْنا، في مجلسِ التعاونِ، في التنميةِ الأفقيةِ للرياضةِ، فانتشرتْ الـمنشآتُ الرياضيةُ الحديثةُ، واعْـتُـنِـيَ بإعدادِ الفِـرقِ فنياً وإدارياً، لكننا لم نُـوْلِ التنميةَ الرأسيةَ اهتماماً كافياً، حين أهملْنا نَـشْـرَ الفِـكْـرِ الرياضيِّ في صفوفِ الجماهيرِ لِـحَـدِّ أنَّ البطولاتِ التي تُقامُ في بلادِنا، وتُشاركُ فيها منتخباتُنا الوطنيةُ لا تَـعْـدُ كونَها مناسباتٍ رسميةً لا صدى جماهيرياً لها.حديثُنا عن الجماهيرِ الرياضيةِ السعوديةِ هو حديثٌ عن الـمُكَـوِّنِ البشريِّ الأكبرَ، وتأثيرِهِ الفاعلِ في تنميةِ الرياضةِ الخليجيةِ، لذلك نقولُ إنَّ اللجنةَ الـمُنَظِّمةَ للبطولةِ قامتْ بأداءِ مهامِها الإداريةِ على أكملِ وجهٍ، لكنها أخفقتْ في التَّعامُلِ مع الحجمِ الضخمِ للبطولةِ، شعبياً، فلم نَلحظْ إبداعاً إعلامياً وتسويقياً يتناسبُ مع الحَـدَثِ بحيثُ تتمُّ تهيئةُ الشارعِ الرياضيِّ السعوديِّ للخروجِ من ثنائيةِ النادي والـمنتخب. فليسَ من الـمعقولِ أنْ ترتبطَ الجماهيرُ بأنديتِها لدرجةِ أنْ يكون ارتباطُها بالـمنتخباتِ الوطنيةِ مجردَ انعكاسٍ للاعبينَ الذين تَـمَّ اختيارُهم منها. وهذا الأمر ليسَ مسؤوليةَ الجماهيرِ، وإنما هو أُسُّ مسؤوليةِ اللجنةِ الـمُنَظِّـمةِ التي لم تفعلْ الكثيرَ بشأنِـهِ منذُ اختيارِ الرياضِ لإقامةِ البطولةِ فيها.نحن بحاجةٍ لتنميةٍ رياضيةٍ حَقَّـةٍ في بلادِنا تجعلُ العاملَ الوطنيَّ قيمةً عُليا تندرجُ تحتها القِـيَـمُ الأخرى بحيثُ تعكسُ البطولاتُ مَدَنيتَنا وتَحَضُّرَنا وأهْلِـيَّـةَ مُجتمعاتِنا لاحتضانِ وإنجاحِ بطولاتٍ قاريَّـةٍ ودَوليَّـةٍ. ونَحمدُ اللهَ أنَّنا نمتلكُ كفاءاتٍ مُؤَهَّلةً علمياً ومعرفياً وعملياً تستطيعُ وَضْـعَ خططٍ لتحقيقِ هذا الهدفِ.كلمةٌ أخيرةٌ:لليمنِ وجودٌ عظيمٌ في تاريخِنا العربيِّ منذُ القِـدَمِ، وكم رائع الحضور الجماهيري الكبير لأبنائِهِ خلفَ منتخبِـهِ، فالجمهورُ والـمنتخبُ أثْبَـتا أنَّ الشعوبَ حيَّـةٌ ولا تُؤثِّـرُ في حيويتِها وإبداعِها الظروفُ الصعبةُ التي تمرُّ ببلادِها، فلهما التحيةُ والتقديرُ النابعان من قلوبٍ عربيةٍ خليجيةٍ تنبضُ بحبِّ اليمنِ وأهلِـهِ الكرامِ.