17 سبتمبر 2025

تسجيل

أنا وأنت والقلم

19 نوفمبر 2013

لا خير في كثير من ذاك القول الذي نتولى مهمته كل الوقت؛ لنبثه في الناس إن لم نكن نقصد به فعل الخير الذي يشمل التوجيه والإصلاح والأخذ بيد الأوضاع نحو الأفضل، والحديث هنا يشمل كل صاحب قلم، يملك قلمه ويُطالب بحقه، ولكنه من يجدر به ومن قبل أن يقبل بخوض عالم العطاء هذا بأن يتذكر واجبه جيداً دون أن يغفله ولأي سبب من الأسباب وذلك؛ لأن الثمار التي ستُخلفها جهوده لن تكون له وحده، ولكنها تلك التي ستنتشر بين الأفراد؛ بحثاً عن حقها من التفعيل، الذي سيسمح لها بأن تجد نفسها على أرض الواقع بدلاً من أن تظل مجرد كلمات تعانق الصفحات ولا تُقدم على فعل أي شيء سوى مناظرة كل من يناظرها دون أن تعود بنفعها عليه؛ لتحقق الهدف المرجو والمُراد منها، والحق أن هذه الكلمات ليست مجرد كلمات باطلة تُوجه وبشكل عشوائي؛ لتواجه كل من ستواجه بكثير من الجحود والإنكار لكل ما يتقدم به من جهود يحسبها كذلك، ولكنها دعوة مُتجددة لكل من يُبارز بقلمه؛ للتفكير ملياً بكل ما يود البوح به من حروف ستعانق صفحاته؛ لتصبح كلماته التي سيعود نسبها إليه قبل أن يستله (ذاك القلم)، ويبدأ بمبارزةٍ لا يدرك الهدف الحقيقي منها، ولكنه يخوضها دون تفكير جدي بما يريده، وكل ذلك؛ بسبب جملة من الأسباب الطائشة التي ستُبيح له حق مبارزة ومحاربة ما لا يُدرك عنه أي شيء، ويمكن بأن يُصيب به كبد الحقيقة ويمكن بأن لا يفعل. إن الحاجة إلى تدبير من يُدرك ويُجيد ما يجدر بأن يقوم به من أجل الجماعة قبله الفرد تفرض علينا البحث عن الأفضل من أجل الأفضل لكل الأطراف التي تخدم بعضها البعض، وتعمل كخلية تعيش على العمل الجماعي وإن كانت النتائج ستنصب وفي نهاية المطاف في قالب يخدم الفرد والجماعة أيضاً، وهو ما لن يُقلل من قيمة العمل من المقام الأول، ولكنه ما يعني بأن الأمر يتطلب مساحة جيدة من الأفكار الخصبة التي يمكن أن يُسلط الضوء عليها؛ كي تنمو وتُعرف، ولعل الرغبة بتحقيق ذلك هي ما تجبرنا بين الحين والآخر على التفكير بما يمكن بأن نُقدمه للآخرين ويمكن بأن يعود بنفعه علينا وعليهم من قبلنا، فهو ما سنجد أثره منتشراً وكما ذكرت سلفاً بكل ما فيه من خير أو شر، ونفع أو ضُر، لن نكتشفه منذ البداية، ولكنه ما سندركه لاحقاً، حين يبتعد الأمر عنا كثيراً، وتلتهمه المسافات البعيدة، التي لن نتمكن من اللحاق بها بسهولة، إلا إن كنا نتمتع بجد كبير ونسعى إلى بذل المزيد من الجهد، وهو ما سيصعب على النفس تحقيقه، وسيتطلب منا تقصير المسافات، والحق أنه ما يمكننا القيام به فقط إن ركزنا وبشدة على كل ما نقوله قبل أن نقوله أصلاً، وبحثنا عن كل مفيد يمكن بأن نتقدم به؛ لنقدمه للآخرين ممن يعنيهم الأمر، ويهمنا بأن يجد طريقه إليهم، ويترك أثره الحقيقي فيهم، فنخرج بالمعروف الذي رغبنا به لحظة دخولنا بالموضوع من المقام الأول، ولكم هي رائعة تلك اللحظة التي سندرك فيها ذاك الإنجاز العظيم الذي سندركه مع أول تغيير سيطرأ على كل من تلقاها تلك الكلمات التي كتبناها، وأكدت بأنها لم تكن مضيعة لوقت من كتب أو وقت من قرأ، كما هو الحال مع تلك الزمرة، التي تكتب؛ كي تكتب فقط، (لا) كي تترك أثرها الطيب، وفائدتها العظيمة في قلب كل من تابعها وتقدمت إليه فرصة المتابعة على طبق لا يشتهيه لنفسه، ولكنه تقبله فهو ما قد قُدِمَ له، وصار من نصيبه وأُجبِرَ على تذوق ما لن يدرك طعمه الحقيقي حتى حين لا علم لأحد متى يمكن بأن يحين ويكون، وحتى يفعل سيدرك ما قد ضاع منه وما لم يكتسبه، وكان يمكن بأن يكون له، إن وُجهت له الكلمات المناسبة، التي سبق وأن كتبها القلم المناسب، الذي يسعى إلى تقديم الأفضل وللأفضل كما ذكرت بغرة هذا المقال، الذي أوجه كل ما قد ورد فيه ومن كل قلبي إلى قلمي أولاً، وإلى كل من يملك قلماً ويرغب بأن يُعطي وبحق. ما قد ذُكر في هذه المساحة هذا اليوم قد يجد له مقراً في نفسك وهو ما نأمله صراحة، فإن كنت صاحب قلم فكل التوفيق لك بكل ما ستُقبل عليه من بعد هذا المقال، وإن كنت ممن يتابع أي قلم فالأحرى بك بأن تبحث عن القلم المناسب، الذي سيساعدك على كتابة تفاصيل حياتك بشكل تحبه لنفسك ولاشك سيحبه لك صاحب القلم، وإن كنت تبحث فقط فالأمل بأن تجد ضالتك بين هذه الكلمات.