حتى لا تكون الشخص الخطأ

حتى لا تكون الشخص الخطأ منى الجهني شكت لي واحدة ممن أعرف أنها فقدت ثقتها بالجميع حولها، وأن علاقتها بأقرب الناس لها أصبحت علاقة مسمومة وغير صحية، قالت إن هذا الوضع أصبح يؤثر على عملها وحياتها كلها.. وأنها تريد أن تعالج المشكلة وتجعل من كل علاقاتها علاقات صحية. ولكن.. ما هي العلاقات الصحية؟، متى نطلق عليها علاقة صحية؟، كيف يمكن أن تؤثر على كيان الأفراد؟، ما هي العلاقة بين النضج الانفعالي ومدى تطور العلاقة الصحية؟، إذا فقدت العلاقات الصحية بين الأطراف إلى أي مدى سيكون تأثيرها عليهم؟، كيف يمكن أن تجذب العلاقات الصحية؟، ما هي حدود العلاقات الصحية؟، كيف تزهر العلاقات الصحية؟ كيف نعزز العلاقات في المجتمع؟، ما أهميتها لك ومن حولك؟. إن التواصل المتبادل بين طرفين أو عدة أطراف وتقبل كل منهما الآخر والشعور بالسلام والأمان معا وعدم التسلط، في العلاقة التي تعتمد على نمو طرف على حساب طرف آخر فهذه غير صحية. إن أهم ما يميز هذه العلاقة هو إظهار الامتنان وتقدير الذات للشخص الآخر، والتواصل الجيد والاحترام المتبادل، بالطبع لا توجد علاقة مثالية لكن نحاول الوصول لأقصى ما يمكننا العلاقات الصحية المتميزة. ولنجاح علاقاتك الصحية يجب أولا أن تكون ناجحا بعلاقتك مع ذاتك، إيجابيا متصالحا مع نفسك تعيش في سلام داخلي كامل ومن ثم تستطيع أن تبادل جميع الأفراد وتكون واعيا بما حولك، وتقبل الأمور وتوفر على نفسك الكثير من الطاقة والوقت بشكل كبير فنحن نتاج البيئة التي تربينا بها. قد يمر كل منا بأحوال صعبة ليس لأننا نحن كذا إنما قد نكون في ظروف لا يعلم بها الطرف الآخر إلى أن ينتهي هذا العارض فيعود لطبيعته ويتخلى عن الغضب والمزاجية، ٨٠٪ من المشكلات الزوجية نتيجة التواصل الخاطئ وغياب الاهتمام والمسؤولية من أحد الطرفين، ومن ضمن الأسباب الرئيسية للفشل في العلاقات هو التحكم والتدخل والتسلط والتدقيق من أحد الطرفين، مثل أن يفرض أحدهما رأيه دون الالتفات للرأي الآخر والعيش في جو مشحون مليء بالتوتر. إن إدارة الخلافات والحوار بين الأطراف للوصول إلى حل إيجابي يرضي الطرفين وأيضا حل سوء الفهم فقد يكون السبب تافها. إن الألم والاكتئاب والغضب وعدم حب الذات من الآثار السلبية للعلاقات غير الصحية. تعتبر العلاقات الصحية من أساسيات العمل الناجح في بيئة العمل ومن مميزات الإدارات الناجحة توفير بيئة عمل ناجحة مما ينعكس على الموظفين وإنتاجيتهم وفاعليتهم، والمحافظة على علاقات التواصل لها دور أساسي في العمل الجماعي. خلق حدود للعلاقات، وتكون عقلانيا في ردود الأفعال. إن المسيطر في العلاقات غير الصحية يعتبر مبتزا عاطفيا لا يمكن أن يمارس أفعاله ما لم تسمح له انت بذلك بسبب ضعفك وخوفك من الفقد أو يستغل سذاجتك والآن انت أكثر قوة من قبل. قيم علاقاتك، ما ينقصها كيف تكون؟. انت تستحق أن تعيش في علاقة صحية إيجابية وليس شرطا أن تكون ناجحا في كل العلاقات، ركز على نفسك ونجاحك وتطوير ذاتك، كن أكثر نضجا عاطفيا أو تخلى عن التأثير السلبي لهؤلاء الأشخاص على ذاتك فلا يهمك الكلام السلبي الذي يوجه لك، والتقليل من الاحتكاك بهم إذا كنت في بيئة العمل أو الأصدقاء، التأثير عليهم بالتغيير الإيجابي، بعض العلاقات لا يمكن التخلي عنها لأنها من ضمن الأسرة أو من مكان العمل، ولكن يجب خلق جو إيجابي وإدراك أنه لا يوجد شخص خال من العيوب. من اليوم اكتب تاريخاً جديدا لعلاقات أقوى، تستطيع ان تحيط نفسك بعلاقات صحية في البيت والعمل والشارع، عندما تكون أنت قدوة لمن حولك في علاقاتك الصحية المتميزة والناجحة، إذا اضطررت لقطع هذا التواصل فكن راقياً لا تُنسى. أنيس منصور يقول "إذا لم تجعلك العلاقة بمن تحب شخصاً أفضل فأنت مع الشخص الخطأ".. هل يمكن أن تكون تلك السيدة التي تعيش علاقات مسمومة مع الجميع حولها هي الشخص الخطأ؟ ربما.. لكن المخطئ لحسن الحظ يستطيع تجاوز الأمر مهما كان ليعود إلى دائرة الصح.. وكل هذا بيني وبينكم.