10 سبتمبر 2025
تسجيلوفق الإحصائيات المُعلنة فإن تعداد سكان دولة قطر في حدود المليونين وثمانمائة ألف نسمة شاملة تلك النسبة جميع السكان من المواطنين والمُقيمين، وأن عدد المواطنين من هذه الأرقام فبحدود الثلاثمائة وخمسون ألف مواطن. وفي تحقيق لإحدى الصحف الفرنسية وتم نقل التقرير في موقع الجزيرة، فقد ذُكر شأن ازدياد عدد العجائز في القارة الأوروبية العجوز على عدد الشباب، وذلك في العقد الأخير ( 2008-2018). ومن المتوقع أن يضع التراجع السكاني تمويل النفقات الاجتماعية ومستوى التنمية الاقتصادية بأوروبا في مأزق حقيقي خلال السنوات القليلة المقبلة. في فنلندا دأب السكان على الوفاء لتقليد يدعى "أيتسباكوس" ومعني به (صندوق المولود الجديد) وهو يُعد مصدر فخر للمجتمع الفنلندي، حيث إن كل امرأة حديثة العهد بالزواج تتلقى من الدولة قبل أن تضع مولودها الأول صندوقاً يتضمن جميع المُستلزمات الخاصة للاعتناء بمولودها القادم والصندوق في الوقت ذاته يتحول إلى سرير متنقل للمولود الجديد، هذه المبادرة التي استحدثت منذ 1938 وترمز إلى سياسة البلد التي تشجع على الولادة لم تعد تكفي! وفي إيطاليا الوضع أسوأ، حيث اضطر عمدة إحدى القرى إلى عرض مئتي منزل بالقرية للبيع مقابل يورو واحد، في محاولة يائسة منه لإعادة تأهيل القرية بعد أن أضحت شبه خاوية، ففي خمسين سنة تراجع عدد سكانها من 2250 شخصا إلى 1300. واستنسخت عشرات القرى الإيطالية التجربة ذاتها للسبب ذاته لكن دون نتيجة تذكر بالنسبة لبعضها ويتوقع أن يرتفع عدد القرى الإيطالية بلا سكان أو بعدد سكان محدود للغاية خلال السنوات المقبلة. وخلال الفترة الماضية بدأت الدول الأوروبية على أستقطاب الخبرات وتسهيل إجراءات قدومهم إلى تلك الدول، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات القادمين والراغبين في الإقامة وتجنيسهم وتجنيس أبنائهم وتغطية نفقات التعليم لهم وهو الهدف المنشود من التجنيس، حيث يصبح هؤلاء الأطفال هو الجيل الشاب القادم لقيادة مؤسسات تلك البلاد وهو المسؤل عن سير عجلة النمو ورفع اقتصادات تلك الدول وزيادة نسبة السكان من الشباب. •دولة قطر شاهدنا بعض المصادر التي تتحدث عن احتمالية انخفاض عدد السكان القطريين، فالدراسات المحلية تُشير إلى أمر مُقلق في تزايد حالات الطلاق بين المواطنين ولأسباب عدة منها الشخصية والمادية وأمورٍ أُخرى، مما يؤدي إلى آثار عدة منها: التفكك الأسري والأثر النفسي على الطفل والذي قد يلازمة إلى مرحلة الشباب، وارتفاع عمر الزواج خاصة في فئة الرجال، والذي وصل سن الزواج إلى عمر الثلاثين سنة؛ في حين كان عمر الزواج في السابق مابين اثنين وعشرين سنة إلى خمسة وعشرين سنة، كما أن سن الزواج أصبح لفئة الفتيات إلى ما بعد المرحلة الجامعية ودخولها إلى سوق العمل، بالإضافة إلى الحوادث التي تحصد أرواحاً في سن الشباب، فكل تلك الأمور عملت على اتساع الفترة الزمنية ما بين جيل كبار السن والشباب والأطفال، وقلة نسبة عدد المواليد. •بعض الحلول يقع على عاتق الأسر العمل على تشجيع أبنائهم على الزواج في سن مُبكرة وإظهار محاسن وإيجابيات الزواج قولاً وعملاً وغرز تلك الأفكار في الأبناء. وتجنب إقحام الأبناء في الخلافات العائلية الواقعة بين الأب والأُم أو وقوع الخلافات والمناوشات أمام الأبناء، وذلك تجنباً للآثار النفسية الكبيرة التي قد تنغرس في الأبناء مع مرور الزمن، ويكون ذلك الأثر قد نما فيهم وهو ما يجعلهم في عزوف عن الزواج والخوف من الارتباط. ويقع على عاتق المؤسسات المجتمعية التابعة للدولة العمل على إعطاء دورات تكون إجبارية لتثقيف المقبلين على الزواج بما يتطلب معرفتهم بمسؤوليات الزواج وغيرها من الأمور، كما هو معمول حالياً وبشكل إجباري في الفحص الطبي للمقبلين على الزواج، وإيضاً يقع على عاتق تلك المؤسسات تجنب إقحام الأبناء خاصة في سن المراهقة في المشاكل العائلية وإدخالهم في أروقة المحاكم والمؤسسات الاستشارية والاجتماعية. ويقع على عاتق الدولة شأن الدعم المادي للأسر، وذلك للتشجيع على زيادة عدد أبناء الأسرة الواحدة بعدة إجراءات كرفع قيمة القسائم التعليمية، تغطية طبية للأطفال حتى سن الثامنة عشرة في القطاع الخاص كما هو في القطاع الحكومي، صرف قيمة مادية شهرية لكل مولود وذلك للموظف والمُتقاعد. قد تكون هذه هي بعض الحلول البسيطة التي قد تساهم في التشجيع على الزواج وزيادة نسبة المواليد لدى الأسر القطرية وهي حاجة مُلحة للأمن القومي القطري. فزيادة نسبة السكان مُتطلب شرعي وأمني وسياسي واقتصادي، وإن في ازدياد عدد كبار السن وقلة عدد الأطفال والشباب سيؤدي في سنوات ليست ببعيدة إلى أن يتناقص عدد القطريين بشدة. أخيراً قد نكون تطرقنا بشكل غير مُعمق في هذه الإشكالية الخطيرة وأوضحنا بعض ما يتبين لنا، وعليه يكون العاتق الكبير والدور على الاختصاصيين والمسؤولين في الدولة، واتخاذ اللازم في شأن هذا الملف المهم والخطير لتصحيح هذا المسار قبل وقوع ما لا يحمد عقباه على أرض الواقع. bosuodaa@