19 سبتمبر 2025
تسجيلرغم تصاعد الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ضد أعمال القتل والانتهاكات، التي تمارسها قوات الأمن الإسرائيلي، والتي أدت إلى استشهاد 44 شابا وطفلا، فضلا عن نحو ألفي جريح منذ بداية شهر أكتوبر، فإن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل ماض في عناده وإهانته للمجتمع الدولي، وهو ما يترجمه رفضه لمقترحات التهدئة الدولية، وآخرها ما طرحته فرنسا بخصوص نشر مراقبين دوليين في باحات المسجد الأقصى، للمساعدة في احتواء دوامة العنف المستمرة، حيث زعم نتنياهو أن إسرائيل وحدها هي الضامن للأماكن المقدسة على جبل الهيكل المزعوم!!.. وهو تحد من شأنه أن يفجر كل المنطقة؛ نظرا لحساسية "الأقصى" ورمزيته.. وإذا ما أضفنا الى ذلك تعمد قوات الاحتلال استهداف الصحفيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم للمواجهات، لإخفاء جرائمها بحق الثائرين بالضفة وغزة، يتضح لنا أن ثمة مخططا اسرائيلىا كبيرا يثير الريبة، بخصوص وسائل تصدى قوات الاحتلال لتلك الانتفاضة مستقبلا، وتمسك حكومة نتنياهو بالمضي في خطة التقسيم الزمنى للمسجد الأقصى.ويأتى هذا التصعيد والتعنت الإسرائيليان قبل لقاء وشيك بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في ألمانيا مع نتنياهو، ثم يتوجه بعدها الى الشرق الأوسط للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. والعاهل الأردني الملك عبدالله وزعماء عرب آخرين؛ سعيا لاستئناف التفاوض بين الفلسطينين والإسرائليين، ونحسب أن الإدارة الأمريكية مطالبة خلال هذا اللقاء بإقناع "حلفائها" حكام تل أبيب أولا بوقف أعمال الاعدامات، التى تمارسها قوات الاحتلال بدم بارد في شوارع القدس والخليل، ووضع حد لاقتحامات المسجد الأقصى والاستفزازات بحق الفلسطينيين؛ حتى لا تتسع دائرة العنف وتتجه مساعي استئناف مفاوضات السلام نحو مزيد من التعقيد. وهي مفاوضات إن كتب لها أن تبعث من جديد، فإن ضمانات نجاحها تستوجب ألا تستأنف على النمط العبثي السابق، الذي تسبب في انسداد الأفق السياسى،وأوجد حالة من اليأس لدى المواطن الفلسطينى، وانصرافه بالتالي نحو الكفاح بالحجر والسكين لإحياء قضيته، التي كادت تضيع وسط ملفات المستجدات الإقليمية.وفي هذا الشأن فإن مجلس الأمن الدولي عليه مسؤولية اعتماد قرار يحدد فيه معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع،والمتمثل في قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين، ووضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي والوقف الفوري للاستيطان بالضفة والقدس الشرقية على وجه الخصوص خلال تلك المفاوضات، لتنفيذ جدول زمني ينهي الاحتلال وانسحابه من أراضي دولة فلسطين.. وبغير ذلك فإن نتنياهو وجنرالاته إنما يجرون المنطقة كلها الى الانفجار والدمار.