11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل الطيور حقيقية؟

19 سبتمبر 2023

هل تعرفون أن الطيور ليست حقيقية؟ في سبعينيات القرن الماضي، بدأت الحكومات بقيادة الحكومة الأمريكية باستبدال الطيور بدرونات للتجسس وتتبع المواطنين عبر عيون الطيور والسوائل التي تخرج منها وتتساقط «بقصد» على الناس وسياراتهم!هذه في الواقع، نظرية مؤامرة يصدقها البعض حول العالم! ابتدأت قبل خمسين سنة تقريباً، ومن ثم انتشرت مرة أخرى بيد الشاب الأمريكي بيتر مكندو في عام ٢٠١٧، الذي سلط الأضواء عليها كمزحة، سُرعان ما تلقفها الناس! مكندو يعرف بأن الطيور حقيقية، ولكنه أراد لفت الانتباه إلى سرعة انتشار «الأخبار الكاذبة» ومدى تصديق الناس لها! وعلى الرغم بأن بيتر مكندو قد خرج بعد ذلك ليقول إن الأمر كله كذبة وأنه لا يصدق فعلاً بأن الطيور ليست حقيقية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يصدقون أن الطيور ليست حقيقية وأن كلامه جزء من المؤامرة الكبرى! نظريات المؤامرة لها جمهورها الوفي. وهي تعطي أصحابها شعورا بالانتماء لقضية كبرى (أعظم منهم). وتعطيهم سببا للعيش والحياة، وقد تجعلهم يشعرون بأنهم أذكى وأفهم من غيرهم الذين لا يرون ما يرونه! ولهذه الأسباب تجذب نظريات المؤامرة الكثير من الناس، خاصة وأنها لا تحتاج إلى أدلة دامغة لإثباتها! لو وُجدت الأدلة بسهولة ويُسر لم تكن لتكون «مؤامرة» لأن أصحابها لم يخفوها بشكل جيد!ونظريات المؤامرة ليست موضوعا غريبا على العالم العربي. هناك الكثير من نظريات المؤامرة المنتشرة لدينا والتي لا يزال الكثير من الناس يُصدقها، مثل النظريات التي انتشرت بعد أحداث ١١ سبتمبر في أمريكا، وأن أسامة بن لادن وصدام حسين لا يزالون أحياء حتى اليوم وأن التطعيم ضد الأمراض خُدعة المقصد منها تخفيف أعداد الناس كيلا يتم القضاء على مصادر الأرض وغيرها من النظريات. ولا أنسى الجملة الشهيرة التي يقولها كل حاكم عندما يُهدد حكمه: «هناك مؤامرة تُحاك ضدي!». وكأن الفقر والفساد وعدم الأمان الذي انتشر في عهده ليست أسبابا كافية لإخراجه من منصبه! رجعت إلى الساحة الدولية هذه الأيام قضية الفضائيين والأطباق الطائرة (UFOs)، والكثير من نظريات المؤامرة حاوطت هذه المواضيع من أيام صعود الانسان على سطح القمر في عام ١٩٦٩، والذي يقول البعض بأنه كذبة وأنه أيضاً من نظريات المؤامرة التي حاكتها الحكومة الأمريكية للفوز على الاتحاد السوفيتي في السباق نحو الفضاء! هذه المواضيع بيئة خصبة لنظريات المؤامرة، لأن الانسان العادي لا يملك المعرفة ولا الوصول السهل إلى معلومات هذه المواضيع. والحل الذي يجعله قادراً على مجابهة الأخبار الكاذبة والمؤمنين بنظريات المؤامرة، هي عبر إعمال العقل والمنطق والبحث عن المعلومات الصحيحة والموثقة من مصادرها الدقيقة. لا تعتمدوا على الأحاسيس عندما يأتي الأمر إلى ايمانكم بقضية معينة. لا تسلموا عقولكم لأحد بسهولة. ابحثوا عن المعلومات، ولا تكتفوا بما هو منشور على الواتساب. لا تقرأوا المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي بإيمان. ابحثوا فيما وراء ذلك، في نوايا صاحب المعلومة وما وراء المعلومة، وحققوا في المعلومة والمصادر المختلفة حتى يقنعكم الجواب! ملاحظة: هذا المقال ليس جزءا من مؤامرة كبرى تبعد سعيكم عن نظريات المؤامرة .