10 سبتمبر 2025

تسجيل

كأس العالم قطر 2022 أداة لمد جسور التواصل

19 سبتمبر 2022

مع بدء العدِّ التنازلي على انطلاق بطولةِ كأسِ العالم قطر 2022، الكل في بلادنا من مواطنين ومقيمين تعمهم الفرحة الغامرة بما نشاهده أمام أعيننا من إنجازات تتحقق ونجاحات مشهودة في كافة القطاعات المتعلقة بتنظيم البطولة، بقيادة وتوجيهاتِ حضرة صاحبِ السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث تحول الحلم إلى حقيقة، ولم تأت كل هذه النجاحات من فراغ بل كانت نتاج خطوات عملية جادة وثابتة ومدروسة ومتسارعة ومتلاحقة لمشروعات عملاقة منها إنشاء ملاعب على أعلى معايير عالمية، وتطوير للبنية التحتية من طرق وجسور وحدائق، وإنشاء خطوط المترو، والنهوض بالسياحة الداخلية بإنشاء فنادق ومنتجعات عالمية، وكانت توجيهات صاحب السمو واضحة لكافة القطاعات، بأولوية تنفيذ مشروعات المونديال والتي تمثل في جوهرها إرثا حضاريا للحاضر والمستقبل من ملاعب وحدائق وطرق وتطور هائل في قطاعات النقل والسياحة والترفيه، رغم كل التحديات والمصاعب التي واجهتها الدولة أثناء التحضير والتنفيذ لهذه المشاريع الضخمة سواء من الدول التي كانت تعتمد عليها هذه المشاريع في جلب المواد الخام منها او من الدول التي جندت اعلامها لوضع العراقيل في طريق الوصول الى ما وصلنا اليه من إنجازات، وكانت كل التوجيهات السامية من قيادتنا الحكيمة في كل المناسبات تمثل حافزا هاما لجميع القطاعات بالدولة لتكريس جهودها لإنجاح ما تم إنجازه وبهذه التوجيهات وتلك العزيمة والإصرار تم الانتهاء من كافة المشروعات قبل الموعد المحدد، مع حرص وتأكيد قيادتنا أن تسير هذه المشاريع في خطى ما تم وضعه من ركائز محورية تنسجم مع رؤية قطر 2030. استضافة المونديال حققت نقلة نوعية في جميع الخدمات لقد كانت استراتيجية الدولة في إنشاء هذه المشاريع العملاقة هي الوفاء بالوعد بتقديم نسخة مونديالية استثنائية في وطننا العربي، فضلا عن إعطاء الأولوية للثقافات والتقاليد العربية وتمثل ذلك في اختيار تصاميم الاستادات الثمانية المستضيفة لمباريات البطولة، فأصالة العرب هي المضيف الأشمل للمونديال، لتكون كأس العالم قطر 2022 بطولة وفخرا يعتز به كل مواطن عربي، وبالفعل ما نراه اليوم في وجوه كل العرب الفرحة الغامرة سواء من المقيمين بقطر او الموجودين في مختلف بلاد العالم يؤكد أن ما قامت به القطاعات المختلفة بالدولة التي عملت لانجاح البطولة تحقق في عكس ثقافتنا وتقاليدنا العربية للعالم مما منح الحماس لكل عربي ويتمنى ان يكون حاضرا في قطر لحضور هذه البطولة الاستثنائية المميزة ذات الطابع العربي الخالص. وهذا ما أكده سمو الأمير في حفل اجراء القرعة النهائية لكأس العالم عندما قال: (سوف تكون هذه البطولة أول حدث كبير يجمع ويوحد العالم بعد الجائحة التي عانى منها العالم على مدار أكثر من سنتين)، وأضافَ سموه: (أشعر بالفخر والسعادة من الآن حتى اللحظة التي سيرى العالم بأننا في قطر، كما وعدنا، سنقدم نسخة مونديالية استثنائية في وطننا العربي.. كمشجع ورياضي، أتطلع وإياكم لكي نستمتع جميعا بهذا الحدث الكبير وأجوائه الخاصة، مدركين أن تأثير مثل هذه الأحداث الرياضية لا يقف عند حد المتعة فقط، بل يتعداه إلى مراحل أسمى وأعلى تصل بنا إلى التقارب والتعارف بين شعوب العالم). وكان لهذه الكلمات والعبارات الأثر الكبير في نفوس القطريين والعرب كافة بما فيها من تأكيد وتأصيل للانتماء العربي ومبادئه التي يستمدها من الحضارة العربية التي تتسم بالتآلف والتقارب مع شعوب العالم. المونديال فرصة للتعرف علينا عند اعلان فوز قطر بتنظيم بطولة العالم قطر 2022 تشكك الكثيرون في دول العالم في أن تتفوق قطر البلدة الصغيرة الحجم والقليلة السكان على نفسها في إنجاح هذه البطولة بل كان لا يخطر على باله ان تقوم دولة عربية إسلامية بهذه المهمة، بل تعدى شكوكهم وتحديهم الى أبعد من ذلك حينما شن هؤلاء بمن فيهم كثيرون في مواقع نفوذ في دولهم هجمات شرسة وبوتيرة لم يسبق لها مثيل وراهن الكثيرون على وجود بعض المشاكل والصعوبات التي ستعترض تنظيم بلادنا لهذا الحدث العالمي، ولكن بعزيمة قيادتنا الحكيمة وقدرة أبناء بلادنا أصبح الحلم حقيقة والمستحيل عند البعض ممكناً وواقعا ملموساً ولم يأت ذلك الا بتخطيط متميز وعمل جبار وعزيمة لا تلين لتكون بطولة كأس العالم قطر 2022 استثنائية لما تتميز به من مواقع متقاربة جغرافيًا وصديقة للبيئة، وتقديم تجربة فريدة من نوعها للمشجعين، وستكون هي المرة الأولى التي تقام فيها أكبر بطولة كرة قدم في العالم في منطقة الشرق الأوسط، وأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، يسمح تقارب المسافات بين الاستادات للجماهير بمشاهدة مباراتين في يوم واحد والعديد من المميزات الإيجابية الأخرى التي تميزت بها هذه النسخة من بطولة العالم. كسرة أخيرة آن لنا كقطريين وعرب ان نفخر بنجاح دولة عربية إسلامية في تنظيم حدث عالمي فريد بصورة استثنائية نالت اعجاب جميع المؤسسات والمنظمات العالمية وهنيئاً لبلادنا، أميرًا وحكومة وشعبًا، الاحتفال بقرب انطلاق المونديال، وتحقيق الوعد لتكون تلك الروح الحماسية وقودًا وحافزًا لاستكمال مسيرة الإنجازات على مر السنين القامة، وآن الأوان لنقول بأعلى الأصوات بأن بلادنا انتصرت على الحملات المنظمة لإجهاض إقامة هذا الحدث العالمي بما نراه من توافر جميع مقومات النجاح. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية