19 سبتمبر 2025
تسجيلنُكّون الصور الذهنية عن الآخرين من خلال متابعتنا لهم أو مشاهدتهم في الأماكن العامة، فعندما تكون في أحد المقاهي أو المجمعات التجارية أو المطارات أو أي مكان عام يمر عليك مئات البشر الذين يتصرفون وفقاً لطبيعة نشأتهم وتربيتهم وأخلاقهم ومبادئهم، وبما أن الاختلافات بين البشر هي أساس تكوين الكون، فإنك ستشاهد مواقف تُثير الاستغراب، وربما تُثير غضبك وامتعاضك، وغالباً ما يترك أبطال المشاهد أثراً وانطباعاً عنهم وتَعلق صورهم في ذاكرتك وإن لن تلتقي بهم مرة أخرى، وسعيد من يترك انطباعاً إيجابياً، أمّا أولئك الذين سيتركون صوراً مشوهة منهم فسيكونون نماذج سيئة يتم الاستشهاد بهم لتقديم صورة سلبية عن السلوكيات. وليس بالضرورة أن تكون مشهوراً أو أحد نجوم التواصل الاجتماعي لتكون مؤثراً سواء بالإيجاب أو السلب، فالأشخاص العاديون، الذين نصادفهم في الأماكن العامة وفي مقر الدوام وقطاع الخدمات تؤثر سلوكياتهم فينا، فإذا أحدهم قابلك بابتسامة وساعدك بدون أن تطلب منه وأنهى معاملاتك فسيترك أثراً طيباً عنه في داخلك والعكس صحيح، وإذا كنت في الشارع ورأيت أحدهم يتصّدق دون أن يُلفت النظر له فإنك ستتأثر وستسبقه في عمل الخير، وإذا ما دخل أحدهم مطعماً وأحدثَ فوضى بصوته العالي وفظاظة تصرفاته مع الجميع فإنه سيترك انطباعاً سلبياً عنه، خاصة إذا ما جاهر بمغامراته وأحاديثه المُشينة دون حرج، في حين أن المكان يكتظ بالناس وكأنه يفرغ عقدة النقص التي يعاني منها بلفت النظر!. عندما يُقدم أحدهم لك معروفاً ويقول في حقكَ كلمة حق فإنه يترك أثراً طيباً عن طيب أخلاقه، وعندما يوشي أحدهم عليك ولا يتردد في التسبب لمضرتك فإنه يترك أثراً عن أخلاقه المريضة والحقد الدفين، عندما تَقف مع صديقك في المواقف الصعبة فأنت تترك أثرا طيباً لمفهوم الإخوة والصداقة والعكس صحيح. لو تأملت في ذاكرتك ستمر عليك صور متعددة لأشخاص كانوا في محيطك وتركوا أثراً طيباً وما زلت تتذكر أدق تصرفاتهم، بل ربما تقوم بنفس العادات التي أعجبت بها، وفي المقابل ستتذكر أشخاصاً تتمنى لو باستطاعتك اقتلاعهم من ذاكرتك لكثرة أذيتهم لك وللآخرين وتتمنى لو لم تصادفهم في حياتك وإن كانوا ما زالوا على قيد الحياة تتمنى ألا تجمعك بهم الصُدف أبداً!. المواقف السيئة والسلبية تنهي الأشخاص في عيوننا، ويفقدون احترامهم بداخلنا، والنفس البشرية قد تنسى مئات المواقف الطيبة مقابل موقف واحد سلبي فتُنهي الشخص من حياتك، خاصة إذا ما أعطيته فُرصاً ولم يستغلها، لذلك كُن حريصاً على صورتك الحَسنة، وقبل أن تقوم بأي ردة فعل تَفَكّر وأدرس العواقب لتكون تصرفاتك موزونة وتترك أثراً طيباً مهما كان الظرف الذي تمر به صعباً. • تصرفاتك تعكس شخصيتك السّوية أو المضطربة وأخلاقك الحَسنة أو السيئة، فاختر شكل الأثر الذي تود تركه عنك عند الآخرين. [email protected] @amalabdulmalik