فلتنطلق من هنا؛ كي تصل إلى هناك

تحديد ما نريده لنا في هذه الحياة ليس بالأمر الصعب بتاتاً، ولكن العمل على تحقيقه وما يتطلبه هذا الأمر هو ما قد يبدو صعباً لكل من تتبعثر صفحاته على الدوام، ولكنه لا يُكلف نفسه عناء جمعها في فصل واحد؛ كي يرتبها بشكلٍ جيد يسمح له بأن يُقدم على كل ما عليه من مهام ستضمن له وفي نهاية المطاف نهاية سعيدة لا شك سيفرح بها وسيفتخر، ما يعني أن بلوغها تلك النهاية المرجوة يعتمد عليه من المقام الأول، ومهمة نجاحه في تلك المهمة لا تعتمد على غيره بتاتاً، ولكن على جهوده ورغباته، ومن قبل كل شيء غاياته.إن الحياة كمركبة تسير في اتجاهات مختلفة نختارها نحن، ولا يعبث بخط سيرها سواها تلك الأهواء والرغبات التي تتأثر في كثيرٍ من الأحيان بالظروف المحيطة بنا، وهي تلك التي لن يكون لها أي حق بالتدخل إلا إن سمحنا لها بذلك، فإن لم نفعل سارت المركبة كما نريد، وبخطوات ستأخذنا حيث نريد أيضاً، ولكنها لن تتمكن من فعل ذلك إلا إن وُجدت الخطة المناسبة، التي تحتاج لتفكير سليم يُلم بكل تفاصيلها، ويتوقع كل المخاطر المُحدقة بنا، ويمكننا تجنبها متى كانت الخطة المناسبة كما ذكرت آنفاً.أحبتي: إن التحدث وباستمرار عن ضرورة وضع الخطط لا يكون عبثاً، ولكنه ما يكون؛ تلبية لرغبة التذكير بأهمية التخطيط، الذي يُنظم الحياة، ويُقصر المسافات التي تفصلنا عن أحلامنا بل ويُقلصها حتى لنصل إلى كل ما نريده وتتحول الأحلام لحقيقة حقيقية يمكننا الإمساك بها، ملامستها، والاستمتاع بها كما يجب حتى تشعر النفس بقيمة الجهود التي بذلتها؛ كي تصل إلى كل ما قد وصلت إليه من خير، نسعى إلى توفيره دوماً من خلال صفحة الزاوية الثالثة، التي تحمل على عاتقها مهمة نبذ الألم، وبث الأمل في النفوس، وهو ما سيتحقق لنا هذه المرة من خلال طرح هذا الموضوع الذي نأمل بأن نخرج منه بكل الفائدة المرجوة إن شاء الله، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةأن تعيش بسلام يعني أن تخلو حياتك من كل تلك الشوائب، التي ومن الممكن بأن تشغلك عن الاستمتاع بها كما يجب، وهو ما يمكن حدوثه إن سرت بخطوات مبعثرة خلف كل ما لن يُضيف لك قيمة حقيقية يمكنك إضافتها إلى حصيلتك من هذه الحياة وفيها، وهو ما يعني أنك ستمضي دون هدف وستعود كذلك أي دون أي هدف يمكن أن يُنسب إليك؛ لتدرك وفي نهاية المطاف أنك قد أهدرت أجمل لحظات حياتك دون أن تتمكن من تحقيق أي شيء من تلك الأمور التي كانت لتكون لك إن أدركت كيفية توجيه مركبتك نحو المسار الصحيح، وعليه فكر بما مضى كتجربة لا بد وأن تخرج منها بخبرة ستساعدك على تجاوز وقتك الحالي بسلام، سيأخذك فيما بعد لمستقبل باهر لاشك سيُسعدك.