14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتباين الآراء والتحليلات إزاء اتفاق المبادئ الذي وقعه موفدو آلية الحوار الوطني مع ممثلي الجبهة الثورية .. المؤتمر الوطني اعتبر الاتفاق خطوة للأمام لأنها فرصة لمشاركة الحركات المسلحة في الحوار ,,,, والحركة اعتبرته سانحة لوقف الحرب وما تقول إنه توفير للحريات .. نقول رغم هذا فهناك آراء وتحليلات متباينة إزاء الخطوة كما أن هناك حذرا يكتنف ما بدا من تفاؤل وذلك لما ورد على لسان البعض من دعوة لنقل الحوار لخارج البلاد .فإذا كان البعض يرى أن نجاح الحوار مرتبط ببدايته في الخارج تحت المظلات الإقليمية أو الدولية.. فآخرون يرون أن فكرة نقله للخارج ستفرغ دعوة الحوار التي طرحتها الحكومة من محتواها وتنحرف بها عن هدفها, بل وترجع بالبلاد إلى مربع قديم خاضته الحكومة مع حركة تمرد الجنوب بزعامة الراحل قرنق! المتأمل للساحة السياسية منذ طرح مبادرة الحوار التي وجهت لكل القوى السياسية وكل حملة السلاح يرى وكأن هناك التباسا في فهم مغزى دعوة الحوار التي جاءت من خلال خطاب الوثبة الشهير.. فقد تاه جوهر الدعوة وسط التنافس الحزبي المعتاد. وإن جاز لنا أن نفصل في الأمر فنقول هناك مستويان من العمل السياسي استهدفهم الحوار .. المستوى الأول والأهم - وهو الجدير باهتمام كل القوى السياسية على اختلافها - هو الحوار حول كيفية شكل حكم الدولة. والمستوى الثاني هو ما يتعلق بالأحزاب وممارساتها وحرياتها .نقول كان يجب أن تقبل الأحزاب على الحوار - مهما بعدت المسافات بينها - من أجل الهدف الأول وهو الاتفاق على شكل الحكم, فنتخلص من النداءات المتكررة والأقوال المتضاربة فهناك من يرى أن لا يرفع حجر إلا بمؤتمر دستوري وهناك من يرى أن لا تنتهج سياسة إلا بحكومة انتقالية ..وهناك .. وهناك ..اختيار نظام الحكم برلماني, أو رئاسي أو خليط, أو غير هذا وهذا هو القضية الأساسية التي يجب أن يتحاور عليها الناس مهما بعدت مسافاتهم لأن ذلك أمر يهم استقرار مستقبل الأجيال, ويصل بالبلاد لبر الأمان في المجال السياسي ...بعض الأحزاب تركت هذا الأمر الجوهري واتخذت من دعوة الحوار منطلقا لمصارعة الحكومة .. وأسوأ من ذلك ما طرأ مؤخرا من دعوات لنقل الحوار إلى الخارج , حيث تعود بنا تلك الدعوات لسنوات ماضية .. فقطاع الشمال الذي يطالب بحوار في الخارج هو نتاج اتفاق نيفاشا الذي استمر قرابة عامين في الخارج , واستوعب كل القضايا ونتج عنه دستور 2005 الذي كان بموجبه أعضاء الجبهة الثورية أو معظمهم جزءا من الحكومة وكانوا يتمتعون بكل الحقوق شأنهم شأن الآخرين حتى خرجوا وحملوا السلاح!إن دعوة الحوار في الخارج لا تعني إلا إدخال البلاد في حلقة مفرغة فتبدأ مرة أخرى من حيث انتهت.. المصلحة الوطنية تتطلب أن يتلقف المؤتمر الوطني الإشارات الإيجابية التي ظهرت في اتفاق مبادئ أديس, فيهيئ الأجواء ويعطي الضمانات , وعلى أعضاء الجبهة الثورية الإقبال على الحوار بروح التعاون , فتجربة نيفاشا تؤكد أنه لا مستحيل في التوصل لحل وسط يرضي كل الأطراف, ويحقق الاستقرار السياسي.