12 سبتمبر 2025
تسجيلبدأنا في الآونة الأخيرة نسمع أصواتاً تتعالى، أصواتاً تتحدث عن المرأة وصناعة السعادة الذاتية. أن يعيش الإنسان بعيداً عن الضغوطات التي ترهق النفس وتعكر الخاطر وهناك دعوات تتجه لتحرير المرأة تدعوها أن تعيش لنفسها فخرجت ظاهرة (الكوتشينغ) التي تنصحها بأن تعيش حياتها كما تريد ولا تهتم بأطفالها أو الأهل أو الأصحاب فقط تستمع إلى شخص يدعى المعرفة يساعدها على اتخاذ بعض القرارات السلبية في حياتها الخاصة. الكوتشينغ يقود مجموعة من البشر لا هم لهم إلا الاستماع لهذه الخرافات الباطلة. يأتي مدربون أصحاب الطاقة الإيجابية وكيف يمكنهم جعلك تركز في حياتك على أهدافك وتكرار ألفاظ أشبه بالتعويذة للوصول إلى ما نريد..! يجب أن نعرف أن الدين عند الله الإسلام والتوحيد: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ) ( المؤمنون: 32) وكذلك لابد أن نذكر: بأن الله هو مدبر الأمر: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) ( الأعراف: 54). فكيف يقول أصحاب أولئك أن ترديد الكلمات يأتي بالنجاح أو المال أو الأولاد، على المسلم أن يعرف أن كل شيء من الله ويتوكل عليه. أن نتائج هذا وخيمة فقد ينشأ جيل جديد مهمل بسبب دورات تدريبية وتطويرية. المرأة تتساءل كيف أعيش حياة سعيدة بعيداً عن معكرات المزاج من أطفال وزوج وعمل وأهل؟ المرأة في وقتنا الحاضر لا تفتأ أن تستمع إلى نصائح ابتعدي فقط واصنعي ما تحبين سواء كان من سفر أو مقاهٍ أو منتجعات واتركي الجمل بما حمل. تجد أن الأطفال تم إهمالهم من أمهاتهم، فاعتمدوا على غيرهم أن يأخذوا دورهم دون أن تعلم أنها قد تكون عدواً لأبنائها وفلذات كبدها ثم يحصل ما لا تحمد عقباه فتندم بعد فوات الأوان. هناك كثير من المقالات التي تحدثت عن الأطفال المهملين ودراسات تكلمت عن الإهمال وأثره في شخصية الطفل وبالذات في بداية حياة الطفل وإلى عمر السنتين، يتشكل الطفل بأن يكون سعيداً أو تعيساً. حتى أن الأطفال الذين لم يتعرضوا للمسات أمهاتهم وحنانهم يذبلون والطفل الذي يتمتع بحنان الأم ولمستها له تتكون لديه شخصية متزنة من بداية ولادته يوضع الطفل على صدر الأم ويعرف أمه من رائحتها ويشعر بيديها حوله فيكون ذلك له فوائد نفسية للطفل والأم. من التجارب التي تذكر هذا الموقف تجربة رائعة في كندا فقد تم دمج دار رعاية المسنين مع دار الأيتام فكانت النتيجة أفضل بكثير من المتوقع! أصبح لكبار السن أحفاد ولم يشعروا بالوحدة، وأصبح للأيتام أجداد ولم يشعروا بالحرمان. يؤكد العلم الحديث على أهمية لمس الطفل ومداعبته. لعل أكبر دليل على هذا ما حدث في الحرب العالمية الثانية ووجود عنابر ليتامى الحرب من الأطفال. لقد لاحظ الأطباء أن نسبة الوفيات في عنبر من العنابر تعتبر الأقل وهو أكثر هدوءا واستقراراً. بينما باقي العنابر بها كل العناصر اللازمة من الغذاء والعناية الطبية إلا أن العنبر الأخير تسكن بجانبه عجوز تحضر كل يوم إليه فتلامس الأطفال وتمسح على رؤوسهم وتحتضنهم مما انعكس على نفسيات الأطفال وسلوكهم. يجب أن تعرف المرأة أن لها دوراً وهدفاً فهي نصف المجتمع ويعتمد عليها في تربية الجيل والمحافظة عليه من التيارات الخارجية فتجد الطفل يعتمد على أمه في كثير من الأمور حتى الأسئلة دائماً يتوجه للأم بسؤالها عن أي أمر يدور في باله لأنها الأقرب له ويعتمد عليها بأنها تجيب عن جميع أسئلته، ويثق بأنها صاحبة الإجابة الصحيحة. يقول أحد أهل العلم: لقيت رجلاً فاضلاً أمضى عقدين في تربية الناشئة، تحدثنا كثيراً عن تجربته في هذا المجال طلبت منه خلاصتها، فقال: وجدت الأبناء على دين أمهاتهم في الغالب. نتمنى من الأم أن تحرص على تربية الأبناء والعناية بهم لتغرس فيهم القيم والمبادئ وتعودهم على طاعة الله والبعد عن معصيته، وتبتعد عمن يحاولون تشويه صورتها وحصر أهميتها. من عناية الإسلام أن وضع أمام المؤمنات قدوة لأمهات صالحات سطرن في كتب التاريخ أروع الأمثلة، فكوني دوماً امرأة ذات بصمة في قلوب أبنائك وصاحبة قرار تحفها الإنجازات وتغمرها المسرات.