23 سبتمبر 2025
تسجيلأخيرا.. وبعد خمسة عشر عاما، على ارتكاب جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي الخاصة بالنظر في قضية اغتيال الحريري في عام 2005، حكمها الذي أدان متهما واحدا وبرأ ثلاثة آخرين. ويشكل الحكم الصادر أمس محطة مهمة في مسار العدالة لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، حيث أعلن السيد سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية السابق عن قبوله وعائلته بالحكم الذي صدر، قائلا: "اليوم عرفنا الحقيقة جميعاً وتبقى العدالة التي نريد أن تنفّذ مهما طال الزمن". لقد هدفت مؤامرة اغتيال الحريري، التي أسفرت أيضا عن مقتل 21 شخصا وإصابة 126 آخرين، إلى إغراق لبنان في الفوضى وإشعال فتيل الفتنة، لكن حكمة القادة اللبنانيين ومؤازرة الدول الصديقة والشقيقة التي سارعت إلى تقديم الدعم والمساعدة، جنبت لبنان الوقوع في فخ الحرب الأهلية وعدم الاستقرار، وساعدت على التماسك والمحافظة على السلم الأهلي الذي كاد أن ينفرط عقده. إن القرار الذي صدر من المحكمة الخاصة بلبنان هو خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة، لجميع ضحايا تفجير 2005 الدامي، الذين انتظروا طوال السنوات الماضية للتأكد من عدم إفلات الجناة من المحاسبة. إن الوصول إلى العدالة وتنفيذ الأحكام بحق مرتكبي هذه الجريمة هي مسألة مهمة للضحايا وأيضا لتعافي لبنان وحمايته من الفتنة، وهي كذلك رسالة للتأكيد على أهمية محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي تشهدها المنطقة، باعتبار أن إنصاف الضحايا والمظلومين وتحقيق العدالة يشكّل حجر الزاوية لاستدامة السلام والاستقرار.