29 أكتوبر 2025

تسجيل

المرأة والعالم الافتراضي!

19 أغسطس 2015

كيف هو شكل الصورة التي تظهر فيها المرأة العربية، في وسائل الاتصال الحديثة، وبعد الطفرة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تقريب المسافات، وإسقاط الحواجز بين الناس، في مختلف إرجاء العالم؟ مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، نشر دراسة ـ منذ مدة ـ بعنوان (المرأة العربية في النقاش الافتراضي)، أكدت أن الصورة النمطية لم يطرأ عليها تغيير كبير! وهي لا تعكس حقيقة واقعها، حيث تقدَّم المرأة على أنها إما جسد فقط، وجاهلة، ضيقة الأفق، فاسدة الأخلاق، ومسيطرة، أو تظهرها كأم وزوجة تابعة، وليس لها علاقة بالشأن العام، ودون أي تقييم لعملها المنزلي، أو باعتبارها موظفة في قطاعات نمطية تقليدية، ودون أن تأخذ بعين الاعتبار، التطور الذي حصل في حياتها، لتقديم صورة صحيحة، وواقعية، لإظهار مساهمة النساء في عملية التنمية. الدراسة توصلت إلى نتيجة مفادها أن النساء العربيات يجدن في الشبكات الاجتماعية متنفسا وينشرن آراءهن حول الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في بلدانهن والعالم، إلا أنهن يفرضن على أنفسهن قدرا كبيرا من الرقابة الذاتية خشية التعرض لانتقاد المجتمع. كما بينت أن الرجال هم الأكثر اهتماما من النساء بقضايا المرأة، ولكنه اهتمام لا يعكس مناصرة لقضاياها بل يتجسّد في أحيان كثيرة في شكل تهكّم واستهزاء وشتم وسلوكات لفظيّة عنيفة تحقّر من شأنها وتقلل من مكانتها، وتمثلت أهم توصيات الدراسة في ضرورة وضع مواثيق أخلاقية تتضمن مبادئ تتعلق بكل التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات الأخرى القائمة على الاعتقاد بكون أيّ من الجنسين أدنى أو أعلى من الآخر، أو على أدوار نمطية للرجل والمرأة، إلى جانب الأساليب اللفظية العدائية والعنيفة التي يتم اعتمادها خلال التفاعل عبر هذه المنصات. إن مثل هذه البحوث وغيرها من الدراسات العلمية، جديرة بالاهتمام والنشر والتكرار وان كانت نتائجها غير متفق معها من قبل البعض، وذلك لكي يتم التوصل إلى فهم أعمق لقضايا المجتمع وخصوصا قضايا المرأة والجيل الجديد من الشباب والنشء، فوسائط الاتصال جمعتنا وفرقتنا في نفس الوقت، ونحن بحاجة إلى العودة مرة أخرى لمعرفة أنفسنا واكتشاف ذاتنا وطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه والى أين يسير بنا..