13 نوفمبر 2025

تسجيل

مسيرةُ بلادِنا ومواقعُ التواصُلِ الاجتماعي

19 أغسطس 2014

مونديال اليد 2015 م، لن يكونَ حَدَثاً رياضياً آخرَ تَشهدُهُ بلادُنا وحسبُ، وإنما مقياسٌ لتقييمِ ما تَمَّ إنجازُهُ فعلياً في مجالات إعداد الـمجتمعِ، وأجهزةِ الدولةِ الـمختلفةِ، للتعاملِ مع مناسبةٍ عالـميةٍ ستجتذبُ أعداداً غفيرةً من عُشاقِ اللعبةِ ومُشَجِّعِـيِّ الفِـرَقِ الـمُشارِكةِ. لفتَ نظري التركيزُ الكبيرُ في مواقعِ التواصلِ الاجتماعية، والغربية منها بخاصةٍ، على الصورةِ النَّمَطيَّةِ الـمُشَوَّهةِ للإنسانِ العربيِّ عند الحديثِ عن مونديالَي اليد 2015 م والقدم 2022م، حيث بدأتْ الدَّعاوى الـمُغرضةُ تتخذُها سبيلاً للإساءةِ إلى بلادِنا بهدفِ التقليلِ من الهالةِ الـمُحيطةِ باسمها في كلِّ الـمَحافلِ. ولاحظتُ أنَّ الحملاتِ تصاعدتْ منذُ العدوانِ على غزةَ هاشمٍ وكأنها تتناغمُ مع تَهَـجُّماتِ الكيانِ الصهيوني علينا بسبب موقفنا الـمَبدئيِّ الـمُناصرِ لغزةَ ومقاومتها. إلا أنَّ نفسَ الـموقفَ أتاحَ لنا سنداً إعلامياً لم يكن في حسبان أحد، وهو الشعوبُ العربيةُ، وذوو الأصولِ العربيةِ، والعربُ الـمُقيمون في الولايات ِ الـمتحدةِ وأوروبا، الذين وقفوا بالـمرصادِ للمُغرضينَ فشنُّوا حملاتٍ مُضادةٍ، وشاركوا بفاعليةٍ في الـمناقشاتِ، ونشروا الـمنشوراتِ حتى اضْطُّرَ الـمُشرِفونَ على بعضِ الـمواقعِ للتحذير من العنصريةِ ضدَّ العربِ، وعدم تغطيةِ الغَرَضَ السياسيَّ للحملاتِ بالنَّيلِ من قطرَ واستعداداتِها لإقامةِ الـمونديالَينِِ. سبقَ أنْ طالَبْـنا، ونُكرِّرُ دعوتَنا، للجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ للعملِ على إعدادِ شبابٍ قطريينَ منَ الجنسينِِ بتأهيلِهِـم معرفياً، وتَوعيتِـهِم سياسياً، وتَمكينِهِـم من الكتابةِ البليغةِ الـمُوحِيَـةِ باللغةِ العربيةِ الفصحى واللغاتِ الحيةِ، بحيثُ يكونُ تواجدُهُم على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيةِ فاعلاً ومؤثِّراً، فيَعكسونَ الصورةَ الحقيقيةَ لبلادِنا كدولةِ مؤسساتٍ ومَدَنِـيَّةٍ، ولإنسانِنا الـمواطِنِ الحيِّ الـمُتَمدنِ الـمُتحضِّرِ . بلادُنا، بقيادة سموِّ الأميرِ الـمُفدى، تقفُ على الجانبِ الصحيحِ من التاريخِ، كما صَرَّحَ سعادةُ وزيرِ الخارجيةِ، الدكتور خالد بن محمد العطية. وهذا الـموقفُ يعطينا صورةً كُلِّـيةً تتناغمُ السياسةُ فيها مع الاقتصادِ والتعليمِ والرياضةِ، ويكفينا فخراً أنَّ صداهُ يترددُ في الشارعِ العربيِّ والإسلاميِّ فيُشَـيِّدُ درعاً جديداً لبلادنا هو قلوبُ الأشقاءِ وعقولُهم. كلمةٌ أخيرةٌ:ستتشرَّفُ بلادُنا بتمثيلِ أمَّـتِـها العربيةِ بتنظيمِ الـمونديالَينِ، وسيكونُ كِلاهُما سبيلاً لترسيخِ صورةٍ جديدةٍ مُشَـرِّفَةٍ للإنسانِ العربي ومجتمعاتِـهِ، أما الـمُغرضونَ فَـهُـم سَـقْطُ الـمَتاعِ الذي لابدَّ منه أثناء الـمَسيرِ نحو الـمستقبلِ.