20 سبتمبر 2025

تسجيل

دائرة المنفعة

19 أغسطس 2014

ضمن حديث ودي (غلب عليه التفاعل العقلاني وتغلبت عليه ملامح الإنسانية)، دار بيني وقريبة لي لمدة ساعة خطفناها من الزمن، تعادل ساعات يحتاج إليهاء المرء؛ كي يكتسب عظيم العلم والمعرفة، أدركت الكثير والكثير، ولعل أهم ما قد تصدر القائمة هو الحزن الذي تملكها واعتصر قلبها؛ بسبب كل ما يكون منها وتقدمه بدافع الحب، غير أنه ما يدفعها بعيداً عن المكان الذي يجدر بها أن تكون فيه، وتحلم بأن تكون فيه أصلاً، والحديث عن (العطاء) الذي كانت تتقدم به على الدوام، غير أنها لم تكن لتحصد المقابل الذي يستحق أن يقابل جهودها ويمدها بالسعادة التي تبحث عنها، والحق أنه ما لا يمكن أن ينكر كل ما تتقدم به وتبذله من جهود عظيمة لا شك تحسب لها، ولكنه ما يسير في اتجاه عادة ما يكون مختلفاً تماماً لا يمت لتلك الصورة التي تعيش في ذهنها بتاتاً، فما تريده هو كل ما يرفع من معنوياتها من خلال كلمة شكر، أو لفتة جميلة تعبر عن العرفان، (لا) تجاوز كل ذلك، وكأن ما قد كان منها لم يكن من الأصل، والمشكلة أنه كل ما تعاني منه ممن حولها ومن قبلهم ذاتها التي تقزم كل ما تتقدم به مهما كان حجمه. حين تحدثنا وتمازجت الأفكار والمشاعر أدركت أن تلك القريبة تمثل غيرها وتعبر عنه، فمما لا شك فيه أنها ليست الوحيدة التي تعاني من تلك الحالة التي تجعلها تُقزم كل ما يكون منها؛ لتبذل المزيد والمزيد مما سيعاني من نقص اعترافها به، وبالتالي تقزيمها له ولكل ما سيكون منها، وعليه فإن المساعدة التي كانت تتمنى الحصول عليها من الحديث الذي دار بيننا هي تلك التي أتمنى وصولها إلى كل من يحتاج إليها أيضاً؛ كي ينعم بحياة طيبة وخالية من التعقيدات، التي ومن الممكن بأن تجعل كل من يعاني منها أكثر تأخراً عن الآخرين. الحياة تعلمنا الكثير وما يجدر بنا فعله هو تقبل كل ما نتلقاه منها؛ لنأخذ الأفضل ودون تردد، ووحده من يتمكن من تحقيق ذلك من يستطيع الوقوف في الصفوف الأمامية، حيث التميز، وحيث إن هذا الأخير هو ما سيكسبنا القيمة التي نحلم بها، فالأجدر بنا أن نبحث عنهما (والحديث عن التميز، فالقيمة) في كل مكان، كهذه السطور التي ستقدم لكم كل ذلك من خلال القادم.أيها الأحبة: إن المنفعة التي خرجنا بها من الحديث قد كانت متبادلة، إذ لم تكن وحدها تلك القريبة من قد خرجت بما تريد، ولكني أيضا قد فعلت، وهو ما سَيُدرك قبل أن ينهش الفضول الرؤوس من خلال تعريفكم بالنصائح التي قُدِمَت لتلك القريبة، وسأقدمها لكل من يحتاج إليها أيضاً، منها:1- فلتحمد الله وتشكره على كل نعمة تمتلكها.2- تقبل ما تملكه وسخر جهودك؛ كي تجعله الأفضل وإن سخر منك الآخرون.3- ضع هدفاً تعيش من أجله وتابعه بكل ما تمتلكه من قوة، دون أن تستسلم مهما طالت بك لحظات الانتظار.4- لا تقزم إنجازاتك وإن لم تكن بمقاس أحلامك، وركز عليها جيداً حتى تحقق ما تريد بوصولك إلى كل ما تريد.5- رافق المتفائل الذي يرافق الأمل دوماً، ولتبتعد عن المتشائم الذي سيحبطك وسيقلل من قيمة أعمالك، حتى وإن كنت على مقربة منها.6- كن كما تريد، ولتفعل كل ما يحلو لك، ولكن ضمن إطار شرعي يسمح لك القيام بكل ما تريد القيام به.7- تذكر أن النجاح بتحقيق كل ما تريد يحتاج إلى أمل، والأمل وكي يكون في ذروته، فهو بحاجة إلى إيمانك القوي الذي وكلما زاد تمسكك به كلما تضاعف حجم أملك وأصبحت أكثر قوة. وأخيراًفلقد سبق لي أن ذكرت أن المنفعة قد كانت متبادلة، فكان وأن قدمت لكم جملة من النصائح القيّمة (كجزء أولي من تلك المنفعة) التي ستعود بنفعها على كل من يلتزم بها، أما الآن فلقد حان موعد تقديم (الجزء الثاني) الذي يمثل المنفعة التي خرجت بها من تلك القريبة، وهي المتمثلة بهذه الكلمات: الطيبة هي أهم عناصر التكوين البشري، والعلامة التي ترفعنا درجات، وتميزنا مع كل من هم حولنا، والعطاء هو الرمز الذي ينحدر من قائمة الطيبة، وكي نُتوصل للعلاقة التي تربط هذه الكلمات بكل ما سبق Just do the math.