14 سبتمبر 2025
تسجيلمع تصاعد الأزمة السياسية المصرية، ووصول معدلات العنف والقتل إلى مستوى غير معقول، بدأت قطر جهودا دبلوماسية وتحركا عالي المستوى لمحاولة الوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة التي لا تعني مصر وحدها، بقدر ما تعني الأمة العربية والإسلامية، وحتى المجتمع الدولي، فمصر ليست رقما بسيطا ولا كيانا هينا حتى يتم تجاهله أو يتركه الاشقاء والأصدقاء يسير نحو المجهول دون عون أو سند. لكن ما يميز التحرك القطري، لو فهمه بعض الأشقاء في مصر على حقيقته، أنه ينطلق من دعم ثابت وحب متأصل في نفوس القطريين وقيادتهم لمصر وشعبها دون تمييز أو تفضيل أو تحيز، هذا الدعم لم يأت من فراغ، وهذا التحرك لم يبدأ مع إزاحة الرئيس المنتخب عن السلطة في 3 يوليو الماضي، بل بدأ كما يعرف الجميع وفي مقدمتهم المصريون أنفسهم مع بداية الحراك المصري عندما انتفض المصريون ضد الحكم المستبد، وخرجوا في مواجهة نظام كان مسنودا ومدعوما من أغلب دول العالم إن لم يكن كله، عندها هبت قطر لنجدة شعب مصر، ولدعم شعب مصر، حتى تحققت أهدافه ونجحت ثورته المباركة، ولاتزال قطر متمسكة بدعم هذه الثورة وتحقيق أهدافها النبيلة. مثل تلك الأقاويل المرجفة والادعاءات المغرضة، كشفت قطر زيفها في أكثر من مرة، وأكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أن قطر في علاقاتها الخارجية تتعامل مع الدول وليس الأشخاص أو الأحزاب أو التيارات الفكرية والايديولوجية، وهو ما أوضحه سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، أمس في باريس، من أن قطر تساعد مصر وليس جماعة الاخوان المسلمين، منوها سعادته "ان المساعدة القطرية لمصر بدأت على الفور بعد الثورة وهي مستمرة اليوم". قطر تحاول انقاذ مصر، ودعم مصر، وسط مشهد دموي مأساوي مجهول العواقب، فالاتحاد الاوروبي حذر من أنه قد يعمد الى "مراجعة" علاقاته مع مصر اذا لم يتوقف العنف في هذا البلد، وفي واشنطن تتعالى أصوات عدد من اعضاء الكونغرس الامريكي المطالبة بوقف المساعدات العسكرية لمصر، لأن ما يحدث اليوم في هذا البلد، غير مقبول في بلد ننظر إليه كقائد ورائد للأمة العربية.