22 سبتمبر 2025

تسجيل

إستراتيجية القوة الناعمة

19 يوليو 2019

تبدو منطقة الخليج في العامين المنصرمين أكثر من أي وقت مضى تحت مجهر صناع القرار الدولي ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام العالمية نظرا للنزاعات التي تتشابك فيها الملفات السياسية. وقد انخرطت أطراف إقليمية في مواقف وأدوار سرعان ماتحولت الى ورطات لدول وشعوب المنطقة. هذا الواقع استأثر باهتمام وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث التي سلطت على كيفية تعامل دول المنطقة مع التطورات وكيفية إدارة الأزمة. وصدرت الأبحاث والتقارير حول تفاوت الأدوار بين دول الخليج فيما برز الدور القطري كنقطة ضوء مشرقة حيث انفردت بمهارة التعامل مع أصعب الملفات بحكمة وسياسة رشيدة تحولت معها الأزمة إلى استثمار للطاقات والاعتماد على الذات وإدارة ملف الأزمة بمهارة وجدارة. مما جعلها تستحق الإشادة والتقدير من معظم الجهات السياسية والإعلامية والبحثية.  لقد وظفت قطر الأزمة الخليجية ببراعة فائقة، وحولتها لصالحها، حيث استطاعت في ظرف وجيز أن تعمق علاقتها مع القوى الكبرى في العالم مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا والهند وباكستان ودول آسيا وغيرها، وتعزيز مكانتها كوسيط ولاعب رئيس في حل النزاعات والصراعات الخارجية التي تتراوح بين أفغانستان والسودان ولبنان وغزة. وفي هذا السياق تحدثت ورقة بحثية بمركز أبحاث أمريكي، أن قطر حققت نجاحات بارزة في ظل الحصار بينما فشلت دول الحصار في انتزاع أي مكسب من الدوحة يمس سيادتها واستقلالها كما عجزت تلك الدول في تسويق النهج العدائي ضد قطر لدى المجتمع الدولي. وقد تقاطعت الآراء والدراسات حول نقطة محورية وهي تفوق قطر في استخدام استراتيجية القوة الناعمة مما مكنها من تحقيق دور بارز على الصعيدين الدولي والإقليمي،، حيث دعمت هذه الاستراتيجية بالذكاء الاستثماري القطري لعائدات الغاز، والحفاظ على العلاقات مع جميع الأطراف للقيام بدور الوسيط، وتحولت لمركز سياحي وثقافي وإشعاعي، إضافة إلى النجاحات القطرية في الدبلوماسية والاقتصاد والإعلام وكرة القدم.