ملوثات رمضانية

نحمد الله تعالى أن بلغنا شهر رمضان المبارك، ورزقنا صيامه وقيامه وقد قضى أناس كثيرون كانوا يتمنون أن يدركوه ليستطيعوا إستغلال هذا العرض الخاص.. ولكن التراب قد واراهم فرحمهم الله تعالى ورزقنا جميعا هذا الشهر الفضيل مرات عديدة وسنوات مديدة فمن لايدرك فضله وأهمية كل دقيقة فيه فهو لاشك محروم من الخير الكثير... إن من أشد ما يؤلم القلب هو ما يعتبره الكثير من المسلمين وللأسف من أهم ما يميز رمضان ومن أكثر المسليات والتي هي في حقيقتها مدمرات وملوثات ألا وهي مسلسلات هذا الشهر الكريم، والتي عوضاً عن أن تكون تثبيتاً للقيم العربية الأصيلة والمبادئ الإسلامية الصحيحة، فقد جاءت وبالأخص هذه السنة بما يجرح الفضائل من رقص ماجن ومشاهد شرب الخمر والعلاقات المحرمة وقصص نصب واحتيال وغير ذلك مما يندى له الجبين.. حتى أصبحنا نخشى أن نمر ولو للحظات على احدى تلك المحطات التي لم تراع حرمة رمضان ولم تراع مشاعر المسلمين الصائمين، وأصبح أكثر ما نخشاه هو أن تقع عيون أطفالنا على أحد المشاهد التي لم يراع فيها مسلم ولا طفل ولا شباب ولم يراع فيه أن هذا الشهر هو شهر عبادة وتوبة وصيام وقيام وشهر إنابة لله تعالى. إن ديننا الإسلامي الحنيف دين وسطية ورحمة ودين يهدف لأن يكون المسلم متزناً وسعيداً في حياته ولم ينه ديننا عن الترفيه أو السبل التي تدخل السعادة إلى القلوب ولكن كل ذلك ضمن ضوابط شرعية تحفظ علينا أبصارنا وأسماعنا وقلوبنا مما يلوثها ويطفئ نورها ويلوث نقاءها..  فالله الله في أنفسنا وفي عوائلنا في ماتبقى من شهر الخير والقرآن رزقنا الله تعالى وإياكم صيامه وقيامه وصدق الرجوع إلى الله تعالى فيه، وجعلنا جميعاً من عتقاء هذا الشهر من النار إنه هو البر الرحيم.