16 سبتمبر 2025

تسجيل

محمد رسول الله والذين معه

19 يوليو 2013

وقفتنا الاخيرة اليوم مع خواتيم سورة الفتح . وفيها يتحدث الله سبحانه وتعالى عن نبيه وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين . صحابة رسول الله الذين لو أنفقنا كل اموالنا مابلغنا مد احدهم ولا نصيفه كما اخبره عنهم الصادق المصدوق ، حتى يخرس الألسنة التي تنال من صحابته صلى الله عليه وسلم .  ● يقول تعالى  (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً {28}) (هو الذي أرسل رسوله بالهدى) أي ملتبساً به أو بسببه ولأجله (ودين الحق) وبدين الإسلام (ليظهره على الدين كله) ليعليه على جنس الدين بجميع أفراده التي هي الأديان المختلفة بنسخ ما كان حقاً من بعض الأحكام المتبدلة بتبدل الأعصار وإظهار بطلان ما كان باطلاً أو بتسليط المسلمين على أهل سائر الأديان إذ ما من أهل دين إلا وقد قهرهم المسلمون وفيه فضل تأكيد لما وعد من الفتح وتوطين لنفوس المؤمنين على أنه سبحانه سيفتح لهم من البلاد ويتيح لهم من الغلبة على الأقاليم ما يستقلون إليه فتح مكة (وكفى بالله شهيداً) على أن وعده كائن لا محالة أو على نبوته عليه الصلاة والسلام بإظهار المعجزات. ● قوله (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً {29}) (محمد رسول الله) نعت  وصفة له ( صلى الله عليه وسلم ) أي ذلك الرسول المرسل بالهدى ودين الحق محمد رسول اللهوالجملة مبينة للمشهود به وقوله تعالى (والذين معه) أى أصحابه - رضى الله عنهم - (أشداء على الكفار رحماء بينهم) وأشداء جمع شديد ورحماء جمع رحيم والمعنى أنهم يظهرون لمن خالف دينهم الشدة والصلابه ولمن  رافقهم في الدين الرحمة والرأفة كقوله تعالى  - أذله على المؤمنين أعزة على الكافرين  - وقرئ أشداء ورحماء بالنصب على المدح , قوله تعالى (تراهم ركعاً سجداً) أي تشاهدهم حال كونهم راكعين ساجدين لمواظبتهم على الصلوات وقوله تعالى (يبتغون فضلاً من الله ورضواناً) أي ثواباً ورضاً  ركعاًسجدا وصفا ربانيا دائما لهم نشأ من بيان مواظبتهم على الركوع والسجود كأنه قيل ماذا يريدون بذلك فقيل يبتغون فضلاً من الله ورضوانا كما وصفهم في آيات أخرى – رضى الله عنهم  ورضوا عنه -  (سيماهم) أي سمتهم (في وجوههم) أي في جباههم وقوله تعالى (من  أثر السجود)  أي من التأثير الذي يؤثره كثرة السجود وما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله عليه الصلاة والسلام لا تعلبوا صوركم أي لا تسموها إنما هو فيما إذا اعتمد بجبهته على الأرض ليحدث فيها تلك السمة وذلك محض رياء ونفاق والكلام فيما حدث في جبهة السجاد الذي لا يسجد إلا خالصاً لوجه الله عز وجل كان الإمام زين العابدين وعلى بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما يقال لهما ذو الثفنات لما أحدثت كثرة سجودهما في مواقعه منهما أشباه ثفنات البعير قال قائلهم [ديار علي والحسين وجعفر وحمزة والسجاد ذي الثفنات] وقيل صفرة الوجة من خشية الله تعالى وقيل ندى الطهور وتراب الأرض وقيل استنارة وجوههم من طول ماصلوا بالليل قال عليه الصلاة والسلام من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار وقرئ من آثار السجود ومن إثر السجود إشارة إلى ما ذكر. انتهى تفسير سورة الفتح ولله الفضل والمنة