13 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا يعرف كيف كان صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقضون نصف العام بالدعاء بأن يبلغهم الله تعالى شهر رمضان، ونصفه الآخر بأن يتقبل الله عز وجل منهم عباداتهم وطاعاتهم في هذا الشهر الفضيل، وكيف كانوا يصومون نهاره ويقومون ليله، ويكثرون من الصدقات وفعل الخيرات والعبادات فيه، وكذلك سار السلف الصالح رضوان الله عليهم، وعلى طريقهم سار المقتدون، حيث ان الله عزوجل يضاعف الأجور والحسنات ويقبل الدعوات في رمضان المبارك. لقد نشأنا وكبرنا ونحن نعرف فضله والأجور العظيمة فيه، وحين يقبل علينا فإن إستعدادنا له يكون غالباً بتلك الأمور الظاهرة التي اعتاد عليها مجتمعنا جيلاً بعد جيل، ولكن الإستعداد الروحي وتنقية القلب قبل البدن هل ياترى تأخذ نصيبها منا بالقدر الكافي؟ إن كثيراً منا يسرع ليشتري إحتياجات هذا الشهر الفضيل بطريقة عشوائية حتى يظن الناظر أن حرباً سوف تشن في اليوم التالي، فتزيد الحوادث، وتغلق الطرقات، ويصبح الإزدحام وحشاً يخنق مستخدمي الطرق، ويبيت الحصول على المواد الإستهلاكية ضرباً من المعاناة، وكأن هذا الشهر المبارك هو شهر طعام وشراب وشراء، ويتناسى معظم الناس أن العبادات وتنقية القلوب من الأحقاد والأدران هي الكنز الثمين الذي لابد من الحرص كل الحرص على جمعه. إن الأهم من الإستعدادات المادية الملموسة لشهر رمضان الفضيل هو الإستعداد الروحي والإقدام على الله تعالى بقلب نقي صادق مخلص منيب، والدعاء بأنني قد عفوت مابيني وبين الناس فاعفو اللهم مابيني وبينك. لعل الله عزوجل أن يتوب علينا لنتوب بشهر رمضان، ولعل الله يعيننا على صيامه وقيامه، ويرزقنا طاعته وإغتنام كل يوم وساعة فيه. ومضة: اللهم بلغنا رمضان، وإكتب لنا فيه الأجر والرحمة والغفران اللهم أعنا على صيامه وقيامه، وتلاوة كتابك الكريم فيه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم بلغنا رمضان مرات عديدة، وسنوات مديدة بارك الله لكم بالشهر الفضيل، جعله الله تعالى عليكم شهر خير وبركات.