13 سبتمبر 2025

تسجيل

عذراً يا صيف

19 يوليو 2011

يرتبط ذكر عطلة الصيف عند البعض بتعطل الكثير من الأشياء، ولربما كان ذلك لتوقف الحياة الدراسية، وتجمد الصخب الذي تتباهى به طوال العام، (الصخب) الذي يخلق نمطاً يسير على وتيرة واحدة دون تغيير، فتجد أن الملل الناتج عنه يعاني من ذات المشكلة؛ ليكون الحل الذي يحل عليهم لينقذهم كالبطل من تلك المعاناة هو قدوم فصل الصيف، ذاك الذي يقلب المشهد العام (من وإلى) لحظة وصوله، فتتغير موجة الأمور، وتتحول لشيء آخر لا ندركه إلا في هذا الفصل. يدور حديث اليوم حول فصل الصيف الذي يوجه البعض قلمه لانتقاد ما يكون منه وفيه، وهو كل ما سبق أن تحدثنا عنه دون أن يشهد تغييراً، أو تبديلاً ملموساً يطرأ عليه؛ لنشهد تكرار مشهد انتقاده مرارا وتكرارا، وبحكم أن لقلمي الحق في ذلك أيضاً، فلقد رأيت ضرورة التحدث عن بعض تلك الأمور التي يجدها البعض تافهة جداً ولا تصلح لأن نسلط الضوء عليها أصلاً، في حين أنها وجبة دسمة تسبب عسراً يمنع هضمها بشكل ودي، ولعل أهمها إلقاء أغلب الأخطاء على ظهر الصيف وكأنه المذنب الذي كُتب على جبينه (تستحق ذلك)، فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر طرق تفادي حر هذا الصيف تلك التي لا تُطاق بالنسبة للبعض، ولا تُطاق بالنسبة لنا أيضاً؛ لأنها بصورة لا تنطلي على المجتمع الذي نعيشه، فهناك أكثر من سيدة تتهم الصيف بشدته، فقط كي تخرج في لباس لا يحمل منه إلا الاسم فقط، وتتجول به في المجمعات التي تفرض من الشروط ما يرفض بل ويمنع تجوالها فيه، غير أن تلك الشروط لا تنطبق عليها؛ لأنها بكل بساطة لم تفعل ذلك إلا لتتفادى حر الصيف، الحر الذي يمتد بخطواته ويزحف إلى داخل المجمع المكيف بشكل يوفر انتعاشا لا يُقاوم فقط ليقتنصها دون غيرها، والمصيبة أن التهمة التي توجهها للمجمع نفسه بأنه حار (لا تُقبل)، ولكن تلك السيدة لم تجد سوى تلك الحجة لتطلي بها عقول كل من حولها، فتنطلي عليهم ليصدق من يصدق ويصمت، ويعترض من يعترض ويصمت أيضاً؛ لتُرفع الأقلام، وتُغلق الكُتب وكأن شيئاً لم يكن، حتى يتكرر المشهد مرات ومرات، لنعود بالذاكرة إلى الوراء ونُخرج تلك الحجة السابقة التي تكرمت بتقديمها لنا تلك السيدة، ونُطبِق على الموضوع، وعلى العيون، وعلى العقول، ونسير من حيث أتينا، وهو الحل الذي لا يقبل به إلا من لا يحل أو يربط، أو بكلمات أخرى حل يفضله الجبناء. هناك من يجد اللباس ومفهوم الحشمة كلمات تنحدر تحت مساحة الحرية الشخصية التي لا يُسمح بأن يُقبِل عليها أحد؛ لأن كل شخص حر بما يرغب بارتدائه، ولا يحق لغيره بأن يُملي عليه ما يتوجب فعله، وهو الكلام الذي يحمل من الصحة شيئاً، هو أننا بالفعل نتمتع بمساحة تُدعى خصوصية لنا الحق بالتمتع بها كما نحب، ولكن لا يعقل أن تتضارب تلك الخصوصية بما نحب فعله فيها، بعوامل أخرى نحتاجها لسلامة المجتمع، إذ أننا في مجتمع محافظ يحافظ على قيمنا الجميلة التي لابد وأن نتباهى بها دوماً، وتجاهل ما يفعله الآخرون من عبث يلتهم جمال هذه الخصلة الجميلة بمجتمعنا الجميل طامة كبرى تستوجب وجود من يواجهها بطرق حضارية متوفرة أصلاً، ولكن لربما يغلبها النعاس، لذا فهي هذه الرسالة WAKE UP إذ أن هناك الكثير لنرممه ونعيد إليه أمجاده من جديد إلى الحياة؛ كي يتمتع به الجيل القادم وووو. لاشك أن لحديثنا بقية، وحتى حين فليوفق الله الجميع. [email protected]