09 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة وتلك المبادرات الإنسانية الأصيلة

19 يونيو 2024

وقف قلمي عاجزا بين لحظات الفرح التي تفرضها علينا بهجة العيد، واللحظات التي ترفض كل شيء سواه الحزن على الواقع المؤلم الذي تعيش فصوله (غزة العزة)، فالمثول بين المشهد الأول والثاني يُثير غصة تتأرجح في القلب؛ لنتأرجح معها، وذلك لأن الأول يصور الطفولة وهي (تَحتفل)، بينما يصورها المشهد الثاني وهي (تُنتشل) كبقايا لأجساد بريئة كانت تبحث عن أبسط حقوقها في ربوع هذه الحياة، والحق أن تمكن تلك الغصة منا هو ذاك الحق الذي يجدر بنا التمسك به دون أن نتألم، فهو ذاك الذي يختم ورقة إثبات (ما نتمتع به من إنسانية)، ويجدر بنا أن نحتفظ به؛ لنؤكد على إنسانيتنا، ونحافظ عليها من خلال تلك الغصة، التي لن نسمح لها بالهروب مع ذاك المدعو (عادي)؛ لأننا ومتى تألمنا وشعرنا بها فلا شك بأننا نسلك المسار الصحيح، الذي يجمعنا بأطراف تلك القضية الأزلية، التي ندرك تماما أنها ستصل بنا حيث يجدر بنا أن نكون، ولكن كل ما تتطلبه منا هو الصبر، وبذل المزيد من المحاولات، التي تُخفف من وطأة ما يحدث حتى وإن مارس ضغوطاته علينا. (نعم) لقد وقف قلمي عاجزا أمام ذاك المشهد إلا أنه لم يعلن إفلاسه؛ لأنه وبكل بساطة يدرك تماما أن ما يُفرض على (غزة العزة) ويرفضه العالم بأسره، سيتلاشى مع كل المحاولات الصادقة، التي تسعى إلى بث الأمل بكل أشكاله في النفوس. ولعل أجمل الصور التي تسعى إلى بث الأمل خلال هذه الفترة، هي تلك المبادرات الإنسانية الأصيلة، التي تُتحفنا بين الحين والآخر، تماما كتلك المبادرة، التي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة بإدارة صندوق الزكاة، وبالتنسيق مع جمعية قطر الخيرية، وما تخللته من أنشطة وفعاليات لضيوف دولة قطر من أهالي غزة، الذين يتلقون العلاج في الدوحة، بالإضافة إلى مرافقيهم، بهدف توفير الدعم النفسي والمعنوي، وإدخال الفرحة والسرور إلى القلوب التي تعاني من آثار الصراعات، ومن باب تشجيع الروح الإيجابية؛ للتخفيف من تلك المعاناة التي خلفتها الحرب، وبأمانة فإن هذه المبادرة وكل ما يندرج تحت مظلتها يساهم وبشكل من الأشكال بتحقيق ذلك، ولكم نحن بحاجة إلى هذا النوع من التضامن المجتمعي، وما يتخلله من محاولات؛ للتعويض عن الأوقات الصعبة، ولتعزيز البنية الاجتماعية والإنسانية، من خلال تبني وتنفيذ المبادرات والبرامج التي تحرص على تعزيز التكافل الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة. كلمة لابد منها الإيمان بأن الله سينصر غزة لا ينتهي فهو متأصل في النفوس، وكل من يعرف أصل الحكاية يدرك أنها مسألة وقت فقط، سيكون من بعدها النصر بإذن الله تعالى، وحتى يحين ذاك الحين ستظل كل محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه شامخة وقادرة على جبر تلك القلوب التي كسرتها الأحداث الراهنة، وما يجدر بنا فعله هو التمسك براية تحقيق ذلك وبكل قوة. حاول ثم حاول متى شعرت أن مهمة التشبث بإعادة المحاولات مُتعبة؛ لتصدق ومن بعد بأنك تدور وسط دائرة لن تأخذك نحو أي جديد، كن على ثقة من حقيقة أنك تسلك المسار الصحيح، وأن كل ما يتطاول عليك هو لإبعادك عن إنجاز تلك المهمة (أيا كانت)، وعليه حاول ثم حاول دون توقف كما هو الحال و(غزة العزة). وأخيرا كل عام ومن يؤمن بأن (النصر قادم) بخير، كل عام وأنا وأنت يا عزيزي (ذاك الخير) الذي نسعى من خلاله إلى بث معانيه الحقيقية في العالم، كل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير.