22 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار لا الصراع هو ما تحتاجه مصر

19 يونيو 2019

الادانة العالمية الواسعة للطريقة التي تعامل بها النظام المصري مع الرئيس السابق لمصر الدكتور محمد مرسي والتي أدت الى وفاته في ظروف وملابسات غامضة تتطلب من النظام إعادة النظر في الاسلوب الذي يتبعه مع معارضيه ومع طريقة الحكم التي باتت محل انتقاد دولي. والمتابع لردود الفعل العالمية على رحيل الرئيس المصري السابق الذي جرى الانقلاب على نظامه بعد انتخابات ديمقراطية نزيهة قادته ليكون اول رئيس مصري مدني منتخب يدرك الاجماع العالمي على أن وفاته تعكس الطريقة الممنهجة التي اتبعها النظام مع الراحل والتي ادت الى وفاته، حيث تعددت المطالبات بالتحقيق الدولي في ظروف وفاته، خاصة وان النظام أسرع في اجراءات الدفن ولم يسمح لأسرة الراحل بدفنه في مسقط رأسه حسب وصيته، فضلا عن ادراكه لحالته الصحية التي كانت تسترعي اهتماما لم تقدمه السلطات للراحل قبل وفاته ولا بعد رحيله. وجاء تعامل وسائل الاعلام المصرية مع رحيل اول رئيس مدني منتخب لمصر ليكشف عن تنكر غير مسبوق لقيادي أخلص لوطنه وعاش ولم توجه له تهمة فساد واحدة ولم يجد سوى الاهمال حيا وميتا. إن سياسة التصفية والموت البطيء الذي أجمعت المنظمات الحقوقية والانسانية على حدوثه في السجون المصرية وراح ضحيته الرئيس السابق لن تخرج مصر من ازماتها ولن تنتهي دوامة العنف التي اختارها النظام بالمزيد من القمع والمواجهات او التصفية الجسدية المباشرة او البطيئة، ولا سبيل لعودة مصر الى مكانتها ودورها الريادي الا بالحوار واحترام ارادة الشعب. ان التعاطف العربي والاسلامي الواسع مع الرئيس الراحل وحرص الآلاف في انحاء العالم العربي والاسلامي على اداء صلاة الغائب على روحه تعكس عطاءه لوطنه ولأمته، فمواقف الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي تجاه امته ستبقى خالدة وهذه هي الرسالة التي يتركها بعد رحيله للانظمة الاستبدادية.