12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ أن بدأ مسلسل "غرابيب سود" بثه أثيرت حوله انتقادات عدة، فالمسلسل من وجهة نظري يقوم بتسطيح واقع تنظيم داعش من جهة، ومن جهة أخرى فهو يصور التنظيم بصور رومانتيكية romanticize بالأخص حينما يتحدث عن المرأة ضمن صفوفه، مثل تصوريهم لما يسمى بـ"جهاد النكاح"، وتصوريهم لهذا الأمر بشكل ساذج. لكن في الواقع أحد عوامل الجذب للنساء الذين التحقوا بالتنظيم من دول أوروبية هم ممن يعانين من أزمة هوية لكونهم مسلمين يعيشون في مجتمعات غربية قد لا يستطيعون الاندماج فيها بشكل تام، والتوهم بوجود "دولة إسلامية عادلة"، كما أن بعض النساء الملتحقات بالتنظيم يسعون للحصول على دور قيادي لم يكن ليحصلوا عليه في مجتمعاتهم، كما أن التنظيم يسعى لتجنيد النساء للقيام بأعمال أخرى روتينية مثل التدريس وممارسة الطب وغيرها، ولكن بتركيز المسلسل على "جهاد النكاح" فهو يقدم خدمة جليلة للتنظيم ومن لديه استعداد للالتحاق به. مسلسل غرابيب سود أيضًا غير دقيق في تصويره للنساء بتضخيم حجم "جهاد النكاح" وجعله السبب الأول والأوحد لانضمام النساء للتنظيم، مع أن هنالك عوامل أخرى للانضمام فبحسب إحصائية ودراسة قامت بها جامعة جورج واشنطن الأمريكية يشكل الرجال النسبة الأكبر في التنظيم أكثر من 86% كما أن أيضًا وإذا أخذنا في الحسبان صعوبة سفر المرأة في الدول العربية وحدها للالتحاق بالتنظيم سواء قانونيًا أو الصعوبات العائلية فسوف نرى أن نسبة النساء عددهم أقل بكثير مما يحاول المسلسل تصويره. أما الأمر الآخر الذي يؤكد فشل المسلسل وعدم دقته أو مصداقيته في الطرح والإعداد هو تصوير المقاتلين في داعش بجوازات قطرية وكويتية، مع أن الأرقام والإحصاءات تختلف عما يحاول المسلسل تصويره، بحسب مجموعة صوفان الأمريكية للاسشارات الاستخباراتية أكثر الملتحقين بالتنظيم من أوروبا هم من فرنسا بحوالي 700 مقاتل وبريطانيا 400 مقاتل، أما على مستوى الدول العربية تأتي تونس بعدد 3000 مقاتل ثم السعودية ويبلغ عدد المقاتلين مع التنظيم 2500 مقاتل، وهنالك أكثر من إحصائية لمؤسسات مختلفة لم نسمع عن قطري منظم فيها ولم يكونوا على رأس قائمة المجندين والمقاتلين كما يحاول المسلسل الذي له مآرب أخرى على ما يبدو تصويره. لا نحتاج لهذه النوعية للمسلسلات للقضاء على بروبجندا تنظيم داعش، فالمسلسل لم يتحقق من أبسط المعلومات مثل الدوافع الحقيقية للالتحاق بالتنظيم السياسية والاقتصادية، ولم يضع حلولًا فهو قدم تصوير مبتذل بصورة رومانتيكية تعبر عن وجهة نظر المخرج والكاتب فقط.