12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾. [لقمان: 16] هنا يكمل الحكيم لقمان موعظته لابنه، التي قد بدأها بالدعوة للتوحيد، وبتحذيره من الشرك بالله، فيكمل بنداء ابنه ﴿يَا بُنَيِّ﴾ من باب التحبب والتودد والشفقة والرحمة، وهو أحوج ما يحتاجه الشاب خلال هذه المرحلة من العمر، من تقرب والده منه بالحب والحنان والمصاحبة، والتوجيه بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.يقول د.إبراهيم وجيه محمود: "ويجب أن نوضح أن معالجة مثل هذه الأزمات التي تواجه المراهقين، وأنواع الصراع التي يتعرضون لها، إنما تتم بالتوجيه السليم، وأخذ الأمور بالرفق، والفهم الصحيح لطبيعة المشاكل التي يعانون منها وطبيعة المرحلة التي يمرون بها، وأنه من الضروري أن يهتم الآباء وكل المتصلين بالمراهق والشاب بمشاكله النفسية ومتاعبه، والعمل على تلافي أسبابها من أول الأمر". وأما عن تساؤل ابن لقمان المتعلق بعمل الخطيئة بالخفاء، حيث سأل أباه: يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله؟ فكان الرد الوعظي من لقمان الحكيم: ﴿يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾. وقد جاء في تفسير المنتخب: (يا بنى: إن الحسنة أو السيئة للإنسان إن تكن في الصغر كحبة الخردل، فتكن في أخفى مكان كقلب صخرة أو في السماوات أو في الأرض يظهرها الله ويحاسب عليها، إن الله لطيف لا تخفى عليه دقائق الأشياء، خبير يعلم حقائق الأشياء كلها).فهي دعوة من لقمان لابنه كي يستحضر مراقبة الله سبحانه وتعالى له في كل أمره، في سره وعلنه وفي ليله ونهاره وفي حله وترحاله، فالقلب الذي يستشعر حقيقة مراقبة الله له، وحقيقة أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وحقيقة أن الله قد أحاط بكل شيء علماً وخبراً، فلا شك بأن صاحب هذا القلب سيحرص دائماً على أن يرضي الله سبحانه في كل ما يفعله، ويتجنب كل ما يغضبه ويسخطه. وفي الحديث المشهور حديث جبريل عليه السلام، والذي تمثل فيه جبريل عليه السلام بصورة رجل، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان، كما سأله عن الإحسان، قال: فأخبرني عن الإحسان، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه مسلم.كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد: 4].