10 سبتمبر 2025

تسجيل

فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا

19 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) 22 هنا مدح وتعظيم لله عز وجل حيث جعل الأرض فراشا أي جعل بعضها بارزا من الماء مع اقتضاء طبعا الرسوب , وجعلها متوسطة بين الصلابة واللين صالحة للقعود عليها والنوم فيها كالبساط المفروش وليس من ضرورة ذلك كونها سطحا حقيقيا , فإن كرية شكلها مع عظيم جرمها مصححة لافتراشها وقرئ بساطا ومهادا ,( والسماء بناء ) قدمت الأرض لما أن احتياجهم إليها وانتفاعهم بها أكثر وأظهر ثم ذكر السماء وجعلها قبة مضروبة عليكم ( وأنزل من السماء ماء ) أى أنزل من جهتها أو منها إلى السحاب ومن السحاب إلى الأرض كما روى ذلك عنه عليه الصلاة والسلام , أو المراد بالسماء جهة العلو , ( فأخرج به ) أى بسبب الماء (من الثمرات رزقا لكم ) وذلك بأن أودع في الماء قوة فاعلة وفي الأرض قوة منفعلة , فتولد من تفاعلهما أصناف الثمار وكيفيتها المتخالفة على المادة الممتزجة منها , وإن كان المؤثر في الحقيقة قدرته تعالى ومشيئته , فإنه تعالى قادر على أن يوجد جميع الأشياء بلا مباد ومواد كما أبدع نفوس المبادى والأسباب , لكن له عز وجل في إنشائها متقلبة في الأحوال ومتبدلة في الأطوار من بدائع حكم باهرة تجدد لأولى الأبصار عبرا ومزيد طمأنينة إلى عظيم قدرته ولطيف حكمته ما ليس في إبداعها بغتة , كأنه قيل : وأنزل من السماء بعض الماء فأخرج به بعض الثمرات ليكون بعض رزقكم , وهكذا الواقع إذ لم ينزل من السماء كل الماء ولا أخرج من الأرض كل الثمرات ولا جعل كل المرزوق ثمارا وإنما شاع ورود الثمرات دون الثمار مع أن الموضع موضع الكثرة , لأنه أريد بالثمرات جماعة الثمرة . ( فلا تجعلوا لله أندادا ) أى إذا أمرتم بعبادة من هذا شأنه من التفرد بهذه النعوت الجليلة والأفعال الجميلة فلا تجعلوا له شريكا أى خلفكم لتتقوا وتخافوا عقابه فلا تشبهوه بخلقه , والند المثل المساوي , وتسمية ما يعبده المشركون من دون الله أندادا والحال أنهم ما زعموا أنها تماثله تعالى في صفاته , ولا أنها تخالفه في أفعاله لما أنهم لما تركوا عبادته تعالى إلى عبادتها وسموها آلهة شبهت حالهم حال من يعتقد أنها ذوات واجبة بالذات قادرة على أن تدفع عنهم بأس الله عز وجل وتمنحهم ما لم يرد الله تعالى بهم من خير فتهكم بهم وشنع عليهم أن جعلوا أندادا لمن يستحيل أن يكون له ند واحد وفي ذلك قال موحد الجاهلية :أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا تقسمت الأمورتركت اللآت والعزى جميعا كذلك يفعل الرجل البصير( وأنتم تعلمون ) كأنه قيل لا تجعلوا ذلك فإنه قبيح واجب الاجتناب عنه والحال أنكم من أهل العلم والمعرفة بدقائق الأمور وإصابة الرأى , أو أنتم تعلمون بطلان ذلك , أو تعلمون أنه لا يماثله شئ , أو تعلمون ما بينه وبينها من التفاوت , أوتعلمون أنها لا تفعل مثل أفعاله .