11 سبتمبر 2025
تسجيلمن الجمال والإبداع القصصي في القرآني ما جاء في مفردتي قصص، وقص، في القرآن الكريم، وقد أشار إلى شيء من دلالاتهاالدامغاني في كتابه الوجوه والنظائر، معتمدا في ترتيب مواضع ورودها ما جاءت عليه في ترتيب سور المصحف الإمام كما هي عند محمد فؤاد عبد الباقي، ثم يشير إلى ورود مفردة أساطير في القرآن الكريم مع شيء من تفسيرها في البحر المحيط، وذلك على النحو الآتي:أ- ورود (ق ص) و(ق ص ص) في القرآن الكريم:- ورد الجذر الثلاثي (ق ص ص) مضعفا وغير مضعف في القرآن بصور شتى ولدلالات مختلفة في ثلاثين موضعا، في أربع عشرة سورة، ويلحظ عند التتبع أن النص القرآني ينبه على أمرين جديرين بتحديد مسار مفهوم القصص في القرآن الكريم، وذلك حين يشير إلى تعدد أصناف القصص من خلال صفتين أضافهما إلى قصصه، وهما:- القصص الحق: وهذه الصفة تجعله يعرض بقصص ما سواه لأنه كان في تلك المرحلة في نزاع مواجهة يمثل هو فريق الحق ويمثل ما عداه فريق الباطل- الصفة الثانية: هي كونه أحسن القصص.ثم هناك ملاحظة أوردها الدامغاني في كتابه قاموس القرآن أو اصطلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم متعلق بالجذر (ق ص ص) فقد ذكر أنه جاء لستة معان، هي:1- التسمية.2- القراءة.3- البيان.4- الطلب.5- الإخبار.6- التنزيل.وقد تحدث عن هذه المعاني بشيء من التفصيل فقال:"فوجهٌ منها القصص:1- التسمية، في قوله تعالى في سورة النساء: ﴿ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك﴾، يعني: سميناهم لك، ولم نسمهم.ثانيا: القراءة، قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿فاقصص القصص﴾، أي فاقرأ، مثلها في سورة الأنعام: ﴿يقصون عليكم آياتي﴾، يعني: يقرأون، ويتلون.ثالثا: البيان: قوله سبحانه في سورة النحل: ﴿إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل﴾، أي: يبين لهم، مثلها في سورة هود: ﴿وكلاًّ نقص عليك من أنباء الرسل﴾، أي: نبين ونحوه.رابعا: الطلب للأثر، قوله سبحانه في سورة الكهف: ﴿فارتدا على آثارهما قصصا﴾، يعني: يقصان الأثر، ويطلبان الموضع الذي انسرب فيه الحوت، مثلها في سورة القصص: ﴿وقالت لأخته قصيه﴾.خامسا: الإخبار: قوله تعالى في سورة القصص: ﴿فلما جاءه وقص عليه القصص﴾، يعني أخبره بخبره، كقوله تعالى في سورة يوسف: ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك﴾، يعني: لا تخبرهم، كقوله تعالى فيها: ﴿لقد كان في قصصهم﴾، يعني: في أخبارهم.الوجه السادس: نقُص، أي: ننزل، قوله تعالى في سورة طه: ﴿كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق﴾، يعني: بالإنباء الإخبار"