18 سبتمبر 2025

تسجيل

ارفعوا أيديَكم عن اليمن..

19 يونيو 2015

من جديد أكد مجلس الجامعة العربية أمس ـ على مستوى المندوبين الدائمين ـ رفضه لأي تدخلات خارجية فى شؤون اليمن؛ وفي نفس الوقت دعم الجامعة الكامل للشرعية ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادى؛ وكذلك العمليات العسكرية التى يقوم بها التحالف بقيادة السعودية، لإعادة الاستقرار الى اليمن وانتشاله من بين أنياب الفوضى والطائفية المقيتة؛ وهى تأكيدات تحمل رسائل حازمة وحاسمة لبعض الأطراف الإقليمية التى تسعى لتأجيج الصراع فى اليمن لإحراقه وتمزيقه؛ واتخاذه قاعدة لتنفيذ مخططاتها فى نشر وإشاعة عدم الاستقرار بدول المنطقة. وتكتسب تلك التأكيدات العربية الجديدة، التى اتخذت بمشاركة نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح، قيمتها كونها تنطلق من مقررات قمتي شرم الشيخ ومجلس التعاون، اللتين شددتا على احترام الشرعية فى اليمن؛ ودعمتا عمليات قوات التحالف العسكري العربي ـ الإسلامي بهذا الخصوص. كما تستمد هذه التأكيدات العربية مزيداً من الاهمية والقوة لتزامنها مع انعقاد مؤتمر جنيف، بشأن الازمة اليمنية؛ والذى مازال يراوح مكانه دون تحقيق تقدم على مدى اليومين الماضيين، رغم اكتمال وصول الوفود المشاركة؛ بسبب انشغال الجانب الحوثى بإطلاق الشائعات والمناورات السياسية؛ وسعيه للمراوغات!! للالتفاف على المقررات الإقليمية والدولية الصادرة بشأن اليمن؛ بدلاً من انفتاحهم على الحوار الوطنى المسؤول، لإنقاذ اليمن؛ وطن الجميع.لا مناص أمام الحوثيين ـ اذا كانوا جادين حقاً بالمشاركة فى إعادة الاستقرار الى الوطن، سوى إثبات حسن نواياهم والانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء، وبقية المدن الأخرى والمؤسسات الحكومية. والقبول بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ذات الصلة، وآخرها القرار رقم 2216.ولعله من المناسب، وقد أظلنا شهر رمضان المبارك أن يبادر المسلحون الحوثيون بوقف هجماتهم، واعمالهم العدائية ضد الشعب، والقوى المؤيدة للشرعية؛ حتى يسهموا فى التأسيس لحوار وطني بناء وفاعل من جنيف، يعيد إلى اليمن استقراره، ويحفظ وحدته، ويصون تاريخه العريق.. أطراف الأزمة اليمنية ـ جميعهم، وفي مقدمتهم الحوثيون ـ مطالبون اليوم.. انطلاقاً من المسؤولية الوطنية؛ أن يتأملوا ما شهدته دول عربية شقيقة، غرقت في الفوضى، والدماء، وأوشكت أن تمزقها الطائفية على مدى السنوات الأربع الاخيرة؛ ليستلهموا من تجاربها الدروس والعبر، للإبحار بسفينة اليمن نحو بر الأمن قبل أن تغرق بكل اليمنيين. ويبقى على بعض القوى والأطراف الإقليمية الأخرى، اللاعبة في اليمن أن تكف عن إشعال النيران لتدميره؛ وتترك اليمن لليمنيين، فهم ـ وحدَهم ـ أدرى بتحديد مستقبله، ومن يحكمهم.. ارفعوا أيديكم عن اليمن؛ وكفى عبثاً بأمنه واستقراره.