15 سبتمبر 2025

تسجيل

من قطـر نـنطـلق وإليها نعـود

19 يونيو 2013

نتيجة مباراة الأمس لا ينبغي أن تتحكم بالجهود التي يجب بذلها للارتقاء بالكرة القطرية، فقد آن الأوان لنتحدث بهدوء ونطرح رؤانا الخاصة بالإعداد لمستقبلها بمعزل عن العواطف والميول. فنحن ندرك صعوبة المرحلة القادمة لأنها مرحلة بناء وتأسيس، ولا نُحَـمِّلُها أكثر من ذلك، ولا نوافق مَـنْ يريدون اختصار المراحل للوصول إلى مرحلة تحقيق الإنجازات فهي مرحلة نهائية لابد لها من مراحل عدة تسبقها. أسباب الإخفاقات السابقة يتحملها الجميع، اتحاد القدم ولجنة الاحتراف والأندية والأجهزة الفنية والإدارية والشارع الرياضي وحتى المواطن القطري. فالجميع قاموا بالدور الإيجابي المطلوب منهم، لكنهم لم يتصدوا بقوة للسلبيات التي كانوا يرونها عَياناً أو يشعرون بوجودها. نريد من اتحاد القدم تجاوز ما أُثير في الفترة القريبة الماضية من انتقادات وحملات إعلامية وتحميل المسؤولية لجهة أو شخص بعينهما. فهو رأس الهرم في الكرة القطرية، ويستطيع التأثير بقوة في تفعيل عملية إصلاح المسار.. ونقول للمسؤولين فيه إنهم بذلوا جهوداً كبيرة ولكننا نأمل في تحقيق رؤى وطموحات الشارع القطري الذي يتلهف لرفع علم قطر في المحافل الإقليمية والقارية والدولية. ونتوجه إلى الجميع لتَـخَـطِّي مرحلة اللوم والانتقاد الـمُـفْـرِطِ غير البَـنَّاء، وإنما يجب التكاتف ودعم المنتخب. فقد أخفقنا في المرحلة المنصرمة، ولكننا استفدنا من إخفاقنا وتولَّـدَتْ حالةٌ وطنيةٌ تُـجْـمِـعُ على وجوب التَّـقَـدُّم إلى الأمام وتجاوز الماضي. وهي حالةٌ التفت نفسياً حول المدرب الوطني للمنتخب، ووجوب الاعتماد في منتخباتنا على اللاعب المواطن وإخراج اللاعب الــمُحترف الـمُجَـنَّس. وهي أمورٌ استجاب لها اتحاد القدم مشكوراً. جميعنا مسؤولون عن إنجاح الجهود التي سَـتُبْـذَلُ في المرحلة القادمة، لكن المسؤول الأول هو المواطن القطري الذي استطاع التأثير بقوة بعد خروج منتخبنا من التصفيات، فمارس دوره الإيجابي عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بنقده الهادف ذي الأسلوب الراقي المتحضر. وهو دور نثق في استمرار تأديته بنفس الزخم الوطني والقوة في الطرح وإبداء الرأي دعماً للإيجابيات وانتقاداً للسلبيات. عندما نتحدثُ، مسؤولين رياضيين وإعلاميين وصحفيين ومواطنين، عن الحال الذي وصلت إليه كرتنا القطرية، فإنَّنا ننطلق ونعود إلى نفس النقطة ألا وهي حب قطر التي أعطتنا الكثير، ويجب علينا أن نحتضنها ونرفع رايتها في كل زمان ومكان.