16 سبتمبر 2025

تسجيل

أفغانسان.. وقطار السلام

19 يونيو 2013

بعد 12 عاماً من الاضطراب والقتال الدامي في أفغانستان، وبعد 12 عاماً من غياب أي أفق حتى لإعادة هذا البلد، المهم استراتيجياً، والمؤثر دولياً، والمهم إقليمياً، إلى دائرة الأمن والاستقرار، انطلقت من قطر مساء أمس أول بادرة سلام سيكون لها ما بعدها لصالح هذا البلد، حيث تم افتتاح المكتب السياسي لحركة طالبان أفغانستان في الدوحة، وهو المكتب الذي جاء بعد مفاوضات مثمرة وحوار بناء قادته قطر مع جميع الأطراف الأفغانية والدولية المعنية باستقرار البلد وتنميته، حيث يأتي هذا المكتب انطلاقاً من حرص قطر على المساهمة في تعزيز جهود السلام العالمي وتوفير الفرص السانحة لحل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار والمفاوضات، وتلك مبادئ أساسية من مبادئ السياسة الخارجية القطرية. افتتاح المكتب السياسي لحركة طالبان أفغانستان في الدوحة، خطوة قامت بها دولة قطر انطلاقاً من قناعتها بأن الحوار والتفاوض هما الوسيلتان الوحيدتان لإعادة السلام إلى أفغانستان وتحقيق الأمن والرخاء للشعب الأفغاني الشقيق، لإخراجه من دوامة العنف والاضطراب التي عانى منها كثيراً إلى واحة الأمن والاستقرار التي يحتاجها كثيراً كذلك، وإلى جانب هدفه السياسي، المتمثل في دفع عملية السلام إلى الأمام، فهناك هدف إنساني آخر لايقل نبلاً عن سابقه، يتمثل في تسهيل جهود العون الإغاثي والإنساني للشعب الأفغاني بعيداً عن أي نشاط عسكري وأي أعمال عنف داخل البلد أو خارجه. لكن من المهم هنا الوقوف عند مسألة أساسية تتعلق بضرورة اقتناع الأطراف مجتمعة على تحقيق الهدف الذي من أجله تم افتتاح المكتب، وهنا لا تكفي النوايا الصادقة فحسب، بل لابد من الحرص على إنجاح مشروع السلام، ولو اقتضى ذلك التضحية بما يمكن من تنازلات حتى ولو كانت مؤلمة. وفي هذا الإطار، لابد من الإشادة بالمواقف البناءة التي اتخذتها الأطراف المعنية بافتتاح المكتب حتى الآن، على أمل أن يكون ذلك مقدمة لنجاح المفاوضات التي من المتوقع استئنافها في الدوحة غداً الخميس. قطر وضعت أفغانسان على سكة قطار السلام، والمسؤولية الآن بيد الربان.