15 سبتمبر 2025

تسجيل

أين ذهب هذا الممثل؟

19 يونيو 2012

وردتني رسالة تستحثني بالكتابة عن كادر فني قطري اختفى منذ فترة طويلة عن مجال التمثيل! ولأني لم أكن أحب أن أبخس الناس مقاماتهم، أخذت فترة من الزمن للبحث عنه، حتى وجدته موظفا يعمل في إحدى الإدارات الحكومية ولكني حتى الآن لم أتحاور معه، إنه الفنان الممثل جبر أحمد الفياض عضو سابق في فرقة مسرح الأضواء 1976 م. قدم العديد من الأعمال المتنوعة في التلفزيون والمسرح والإذاعة وشارك في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية، ترك بصمته وتاريخه في ذاكرة أهل قطر، ولكنه اختفى! أين ولماذا؟ لا نعلم!. من خلال بحثي (الانترنتي) عنه، عبرت على أحد اللقاءات في أحد المواقع الالكترونية والتي أجريت معه من قبل الأوفياء من المهتمين، وقد عزا الفنان غيابه إلى: (ليلة الإعدام) بحق الحركة الفنية في قطر، ليلة القرار الذي صدر بدمج الفرق المسرحية حيث يعد من الاسباب الجوهرية التي دعت لابتعادنا عن المسرح ومع ذلك كان لنا تواجد في الأعمال التلفزيونية وكنا نذهب الى المسرح ولكن فقدت الرغبة والعشق له بسبب مسؤولين كانوا متواجدين في ذلك الوقت بنوا وأسسوا الحركة المسرحية وفي لحظة من اللحظات تنكروا للمسرح (واحبوا الكراسي)، ودمجت الفرق المسرحية المتواجدة في ذلك الوقت وهي السد والقطري والاضواء والفرقة الشعبية ورغم أنه كان هناك نوع من الحماس والتحدي يحدث بين تلك الفرق وكنت من الناس المعارضين لقضية الدمج.. وأخذ المسرح يهبط تدريجياً حتى وصل الى هذا المستوى الذي هو عليه الآن. وأضاف أن الفنان القطري لا يجد التقدير من قبل المسؤولين عن انتاج الأعمال الفنية حيث يُعطى الفنان القطري 5 % مما يقدم لمن يُجلب من الخارج، رغم أن القطري سيوفر الكثير عليهم، واختتم حديثه الذي كرره هو وغيره كثيراً للمسئولين بطلب الاهتمام أكثر بالمسرح القطري، ومنح الفرصة لكل فنان قطري في الأعمال المحلية المنتجة. كمٌ من المرار تدفق في سطور قرأها من قرأ ونساها من نسي، وبقي جبر الفياض وأمثاله على رفوف الروتين والحياة العادية بعد أن كانوا ذات يوم يضجون بالإبداع والطاقة والحيوية. برغم انطلاق البعض من الفنانين القطريين وكتاب الأعمال الفنية عربياً إلا أنهم فضلوا العمل بعيداً عن سماء الفن المحلي، ربما وجدوا التقدير والدعم والاهتمام من الآخرين، ولكن ماذا عن من لم يجد الفرصة والحظ! لا من الإعلام المحلي ولا الخارجي!. جبر الفياض فنان جميل ترك في ذاكرتنا صورة جميلة للفنان القطري، ولكنه خذل كما خذل العديد من الفنانين الغائبين، الذين اكتفوا بالصمت والتفرج على المسرح الكبير، مسرح الحياة. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الأعمال الفنية في مجال التلفزيون والاذاعة والمسرح هي إحدى واجهات الدول، فحضارات الأمم تنعكس من خلالها، ولكن أين هو الفن التمثيلي الحقيقي الذي يمثل حقيقة أهل قطر الرائعين كما هي وليس كما يريدها البعض، هذا السؤال أوجهه لكل من لديه القدرة على إعادة الحياة إلى هذا المجال.