13 سبتمبر 2025

تسجيل

بالمعرفة تُبنى الحضارات

19 مايو 2024

المعرفة العمود الفقري لبناء واستمرار الحضارات ولولا تناقلها عبر الأجيال لما وصلت لنا، ومنذ الأزل تسعى كل أمة وحضارة على وضع بصمتها التاريخية وتوثيق إنجازاتها المقترنة بالمعرفة في كل مجالات الحياة، ولولا الوثائق والكتب لما وصلت لنا المعرفة وتاريخ الأمم السابقة وإنجازات الحضارات ولما تنوعت معلوماتنا واكتسبنا ثقافتنا، ولعّل أهم ما يُطّور المعرفة ويُنور العقل ويفتح الآفاق في التفكير القراءة فهي لا تقدم لنا أفكاراً جديدة وحسب بل تضيف إلى خبراتنا المعرفية والفكرية، وتجعلنا أكثر قدرة على التحليل والتمييز ناهيك عن زيادة المخزون اللغوي والمفردات، ولهذا تَحرص الدول على إقامة معرض للكتب بشكل سنوي وربما لأكثر من مرة للتشجيع على القراءة أولاً ولتبادل المعرفة والخبرات خاصة أنه ليس مجرد معرض لبيع الكتب بل هو فرصة لسماع الإنتاج الأدبي والعلمي والفني وذلك من خلال الندوات والصالون الثقافي والعروض الفنية التي تُقام على هامش المعرض ليكون تظاهرة ثقافية يجتمع فيها المثقفون والكتّاب والمؤلفون من كل الأعمار والخبرات. وقد أُسدل الستار يوم أمس على فعاليات معرض الكتاب في دورته الـ 33، الذي احتضنه مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تحت شعار « بالمعرفة تُبنى الحضارات «، وشهدَ المعرض أكبر مشاركة دولية في تاريخه بمشاركة 515 دار نشر من 42 دولة، وتم عرض أكثر من 180 ألف عنوان جديد في مجالات المعرفة والعلوم، كما شاركت السفارات بإرثها الثقافي بشكل أوسع ومكثف هذا العام، وقد حلّت سلطنة عُمان ضيف شرف للمعرض وشاركت بجناح خاص وبرنامج ثقافي منّوع يبرز التراث العماني الأصيل والإنتاج الفكري والأدبي، وقدموا مجموعة من العروض الشعبية والفنية، وقد افتتح المعرض معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة ووزير الثقافة والرياضة والشباب العماني السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، والسيد جاسم البوعينين مدير معرض الكتاب وعدد من أصحاب السعادة والشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وكبار المسؤولين والضيوف، وبالإضافة لدور النشر المحلية والعربية والعالمية ومسرح الندوات وآخر للصالون الثقافي ومسرح الطهي الذي يقدم ثقافة الدول من خلال المأكولات، تم تخصيص مساحة للأطفال حملت اسم دوحة الأطفال، وتم تقديم ورش عمل وفعاليات للأطفال إضافة إلى مسرح تقام عليه مسرحيات وبرامج ثقافية لهم، ودور نشر خاصة بإصدارات الأطفال، ويحتل الاهتمام بأدب الطفل حيزاً من معرض الكتاب سنوياً ويأتي هذا من إيمان القائمين على المعرض بأهمية غرس قيم القراءة والمشاركة والثقافة بأنواعها في الطفل الذي سيبني المستقبل والذي ضروري تسليحه بالمعرفة السليمة لينشأ محباً للمعرفة ومُطلعاً على الثقافات، لهذا كانت زيارة طلبة المدارس مهمة للمعرض ليكون الدور مكثفا بين الأسرة والمدرسة بتدريب الأطفال على زيارة المعرض وتنمية مهارات القراءة والمطالعة وربما الكتابة ليكون أحدهم مؤلفاً في المستقبل. .* تحية لكل القائمين على معرض الكتاب ووزارة الثقافة على التنظيم الراقي، المُنّوع، المختلف الذي جمع الأدب وكل فنون الثقافة، وبالإضافة إلى نتاج الأفكار المدونة في الكتب استمتعنا بالمعزوفات الموسيقية ولوحات الاستعراض الشعبية وتابعنا تفاصيل اللوحات الفنية للرسامين المبدعين وحضرنا حلقات النقاش للأدباء والشعراء والمثقفين، فكانت أياماً مُنيرة بالمعرفة والعلم والثقافة. سُعدت بمشاركتي في تقديم الجلسات وتدشين إصدارات المؤلفين في الصالون الثقافي الذي شهد تدشين كل الكتب الجديدة لهذا العام.