القمة العربية

يأتي انعقاد أعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، اليوم بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، في ظل تحديات كبيرة وظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم، بما في ذلك الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية، والتي تزيد من أهمية هذه القمة وما ينتظر منها من نتائج تتجاوب مع تطلعات الأمة وشعوبها وتحقق مصالح الدول الاعضاء. وفي هذا السياق تعكس مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يترأس وفد دولة قطر في أعمال القمة، الاهتمام الذي توليه قطر لتعزيز العمل العربي المشترك، خصوصا وأن القمة تعقد وسط تطورات ومستجدات كبيرة تتطلب مواقف عربية موحدة وتضامنا أقوى، وتسخيرا أكبر لكل إمكانيات الدول العربية، بما يساهم في خدمة قضايا الأمة، ويضمن لها مكانة تليق بها في العالم، ويحقق طموحات الشعوب في السلام والأمن والاستقرار والرقي والتقدم. ولعل أهمية القمة العربية تبرز من خلال الملفات المطروحة على جدول أعمالها، وفي مقدمتها تطورات الأزمة في السودان في ظل المحادثات التي ترعاها المملكة العربية السعودية في جدة بهدف تحقيق الهدنة وتثبيتها بين الطرفين المتقاتلين والتقدم نحو حل سياسي ينهي الحرب، وكذلك ملف القضية الفلسطينية وما تشهده الاراضي الفلسطينية من تصعيد غير مسبوق في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة للكيان الاسرائيلي، وكذلك المستجدات على صعيد الازمة اليمنية وغيرها من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التحديات الدولية وكيفية التعامل مع تداعياتها وانعكاساتها على المنطقة. إن الامة العربية تقف اليوم أمام مفترق طرق، وهي تتمنى خروج القادة بنتائج ايجابية تعزز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المشتركة.