23 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ بدء الحملة الأخيرة من الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، مروراً بالقمع الوحشي للفلسطينيين في الضفة الغربية، وحتى العدوان المستمر على قطاع غزة، يواصل الاحتلال ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والانتهاكات للقانون الدولي، ومن بين تلك الجرائم، القصف الأخير الذي استهدف مقر الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة المحاصر، وأجزاء من مستشفى حمد بن خليفة للأطراف الصناعية والتأهيل، مما اضطر المستشفى للتوقف عن تقديم خدماته حفاظاً على حياة المرضى والطواقم الطبية، وقبل ذلك قصف برج الجلاء، الذي يضم عدداً من المؤسسات الإعلامية، ومنها مكاتب قناة الجزيرة في قطاع غزة. ويشكل استهداف المنشآت الطبية والمؤسسات الإنسانية والإعلامية انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والأعراف والقيم الإنسانية، وخصوصاً مواثيق وأعراف واتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية، والتي تؤكد على حماية المدنيين والطواقم والكوادر الطبية والإسعافية وعمال الإغاثية المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، كما يشكل انتهاكاً خطيراً لحق العمل الإنساني والإغاثي المعترف به دولياً، بما يرقى إلى جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية، ولا تقع على عاتق المجتمع الدولي إدانة هذه الجرائم وحسب، بل الأهم هو العمل على وضع حد نهائي لسلسلة الجرائم الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، والتأكد من إلزام دولة الاحتلال بمسؤولياتها إزاء حماية المدنيين والصحفيين والقائمين على العمل الإنساني وضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني وأحكامه وبالأخص في ظروف النزاعات المسلحة. لا شيء أغرى الكيان الصهيوني، على التمادي في انتهاكاته وجرائمه، سوى عدم المساءلة وصمت المجتمع الدولي الذي سمح للاحتلال بالإفلات من العقاب من جرائمه المتعددة بحق الشعب الفلسطيني وبحق المؤسسات العاملة في المجال الإنساني والإعلامي. إن قطر التي ظلت على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني، لن تتوقف عن بذل كل دعم ممكن لصالح القضية الفلسطينية العادلة، ومن نافلة القول فإن المؤسسات الإنسانية والإعلامية القطرية لن تتراجع عن القيام بدورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وكذلك عن دورها الإعلامي في نقل حقيقة ما يجري في فلسطين من انتهاكات وجرائم يندى لها الجبين.