15 سبتمبر 2025

تسجيل

ورشة الكتابة المسرحية وتلك النتيجة الحتمية

19 مايو 2015

بما أن الحياة كمسرح يستضيفنا على ظهره؛ كي نتحمل مهمة (التفرج) تارة، ثم تنتقل الأدوار؛ لنتحمل مهمة (التمثيل) تارة أخرى، فلاشك أننا وسط دائرة كبيرة سنُجرب معها الكثير؛ لندرك ما هو أكثر، وما يجدر بنا الخروج به هو التزامنا بالاستفادة من تلك الحصيلة التراكمية، التي ستساهم بتكوين ما نحن عليه، وما سنكون عليه في المستقبل، مما يعني أن العقل الواعي سيعرف تمام المعرفة أن كل ما يمر به له قيمة فعلية سيدركها متى أدرك أهمية وقوعها دون أن يستسلم لها، والحق أننا نتعرض في هذه الحياة للكثير في كل لحظة وحين، ومواجهتنا لكل ما نتعرض له دون خوف تزيد من قوة المناعة؛ لنصبح بقوة أكبر، وخبرات أعظم ستساعدنا على بلوغ القمة كنتيجة حتمية لابد وأن تكون، والأمل بأن نخرج بتلك الفائدة المرجوة من كل ما سبق إن شاء الله. أحبتي: حين يتعلق الأمر بالنتيجة الحتمية فمن الطبيعي أننا سنبحث عن البداية التي تسبقها تلك النتيجة، وهي تلك التي سنحصد ثمارها خلال أيام إن شاء الله، ويبقى السؤال: وما هي تلك النتيجة التي تُخفيها لنا الأيام في القادم منها؟ إن الإجابة المتوقعة تعتمد على ما سنتطرق إليه الآن وهو التالي: يعمل عُشاق المسرح كل الوقت؛ كي يتقدموا بأعمال تكشف عن توجهاتهم الفكرية من جهة، وتترجم إبداعاتهم المسرحية من جهة أخرى ضمن قالب فني يُعرف بـ (مهرجان الدوحة المسرحي)، الذي يشتعل مرة واحدة في كل عام، وما أن ينتهي حتى تشهد الحركة المسرحية حالة من (الهدوء النسبي)، الذي وعلى الرغم من وجود بعض المحاولات الجادة والحريصة على إبقاء رايته ترفرف عالياً؛ كي تؤكد استمراريته، إلا أن ذاك الحماس يفتر بعد حين؛ ليعود كل شيء إلى وضعه السابق، وما تجدر الإشارة إليه هنا أن الوضع الذي قبلت به الأعوام المنصرمة قد اختلف وبنسبة عالية جداً، إذ برزت الكثير من الجهود؛ كي تضمن تدفق الإنتاج المسرحي، واستمرار دوران عجلته دون توقف، وندركه من خلال الفعاليات الثقافية التي تُنظمها وزارة الثقافة والفنون والتراث (مشكورة) تحت رعاية سعادة الوزير الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وعناية رئيس قسم الأنشطة المسرحية الفنان سعد بورشيد، الذي تقدم بالكثير من الخطط، التي تجاوزت مرحلة التخطيط وبلغت مرحلة التنفيذ، حيث الإنتاج الحقيقي المتوقع قطف ثماره في القريب العاجل إن شاء الله، وذلك بعد انتهاء ورشة (الكتابة المسرحية)، التي يُديرها الدكتور كريم رشيد، وبُنيت لأهداف عظيمة سترفع من قيمة الأقلام المبدعة، وتساعدها على كشف ما لديها دون خجل ومنها: تطوير فن الكتابة المسرحية، تأهيل جيل جديد من الكتاب المسرحيين، وأخيراً تطوير تقنيات الكتابة المسرحية، وحتى ومتى تمكنت تلك الأهداف من مد جذورها وبقوة شهدنا النتيجة الحتمية التي سبق لنا وأن تحدثنا عنها في بداية هذا المقال، وهو ما يعني بلوغه أننا سنصبح على استعداد تام؛ لمواجهة كل المصاعب، التي تعوق رغبة المشاركة بكتابة تفاصيل الحياة؛ لتقديمها على خشبة صغيرة تحتويها الخشبة الأكبر، التي سيجد من على ظهرها انعكاسه من خلال ما سيُقدم؛ ليتفهم طبيعة ما يحدث له ولا يمكنه إدراكه على أرض الواقع. حقيقة لابد منها لقد نجح الدكتور كريم رشيد وخلال فترة زمنية قصيرة من تحقيق أهداف الورشة وإن لم يكن ذلك بشكل كلي؛ لامتداد موعدها، الذي وما أن يُقَبِل جبين النهاية حتى ليكشف لنا ما هو أكثر مما كنا نتوقعه وهو ما لن نُركز عليه؛ لوجود ما يستحقه (ذاك التركيز) من حقائق لعل أهمها: أن هذه الورشة قد صارت كالبيت، الذي يُجبرنا الحنين على العودة إليه وإن انهالت علينا أعباء الحياة وواجباتها وأجبرتنا على الالتزام بها، دون أن تسمح لنا ببعض من الوقت؛ كي نتفرغ فيه لفعل ما نحب ونريد، بمتابعة فصول تلك الورشة، التي سنخرج منها بإضافة حقيقية ستُحسب للمسرح القطري في يوم من الأيام بإذن الله تعالى. وأخيراً وحتى يتحقق المُراد فهي أمنياتي الصادقة بالنجاح والتوفيق للجميع.