14 سبتمبر 2025
تسجيلكان حضورُ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، وتشريفُـهُ الـمباراةَ النهائيةَ هو الفوزُ الحقيقيُّ للسدِّ والسيليةِ. فسموُّه، بمكانتِـهِ الاعتباريةِ والشخصيةِ الساميةِ، والتواضعِ الجَـمِّ والبِـشْـرِ الَّلذينِ يتسمُ بهما، كان الدافعَ الأولَ لحضورِ الجماهيرِ الغفيرةِ، والمتابعةِ الكبيرةِ للمباراةِ النهائيةِ على كأسِ سموِّهِ. لم تكن مباراةً نهائيةً وإنما بداية مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخِنا الكرويِّ، لا وجودَ فيها إلا للأكفـاءِ إدارياً وفنياً. فالسدُّ فازَ بجدارةٍ، والسيليةُ لم يخسرْ، وكلاهما كان له حضورُهُ في الـملعب، لكن تراكمَ الخبرةِ، والاستعدادَ النفسيَّ الـمَدعومِ بالتأهُّلِ لدورِ الثمانية آسيوياً، حسما النتيجةَ لصالحِ الزَّعيم كانت مباراةً رائعةً، تتناسبُ مع حجمِـها الضخمِ الـمرتبطِ باسم سموِّ الأميرِ الـمفدَّى، وحضورِهِ، فالفريقانِ أعِـدَّا فنياً ونفسياً بصورةٍ ممتازةٍ دفعتْ بِـهما للأداء الرفيعِ، مستثمرينَ مهاراتِ وكفاءاتِ لاعبيهما وخبراتِـهِـم، فكان الملعبُ ساحةً لـمواجهةٍ فريدةٍ بين السدِّ النادي الجماهيريٍّ الكبير، والسيليةِ القادمٍ بقوةٍ لينافسَ ويصنعَ وجوداً جماهيرياً له، ويطرقَ أبوابَ الـمستقبلِ الكرويِّ، وكان اللعبُ مفتوحاً، والروحُ القتاليةُ طاغيةً، وخطوطُ الفريقينِ متناغمةً، حتى شعرَ الحاضرونَ في الـملعبِ والـمتابعون عَـبْـرَ التلفزةِ أنهم يشاهدونَ لوحةً بديعةً يرسمُها اللاعبونَ، مما أثارَ حماسةَ الجماهيرِ الغفيرةِ التي ملأتْ مدرجاتِ استادِ خليفةَ الدوليِّ، وتصاعدَ مَـدُّ الحماسةِ بين السداويينَ مع إحرازِ فريقِـهِـم الأهدافَ التي كتبتْ اسمَ ناديهِـم في سِجِـلَّاتِ البطولةِ الغاليةِ للمرةِ الرابعةِ عشرة.الرائعُ في الإعدادِ الإعلاميِّ للمباراةِ أنه جعلَ منها مناسبةً وطنيةً جامعةً هدفُها التنافسُ لإبرازِ الوجهِ الحضاريِّ لبلادِنا، فلم يقتصرْ على الجوانبِ الفنيةِ للفريقين، وإنما تعدى ذلك إلى لقاءاتٍ مع اللاعبينَ القطريينَ اللامعينَ الذين أثروا اللعبةَ ورسموا بإنجازاتِـهِـم لوحاتٍ مُشَـرِّفَةٍ في البطولاتِ المحليةِ والإقليميةِ والدوليةِ خلالَ العقدينِ الماضيينِأما الاتحادُ القطريُّ لكرةِ القدمِ، فقد سَـخَّرَ جميعَ الإمكانات لإنجاحِ اللقاء إعلامياً وجماهيرياً، إذْ كان تواصلُـهُ مع وسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ كبيراً، وبروحٍ من التعاونِ ليستْ غريبةً عن المسؤولينَ بالاتحادِ الذينَ حرصوا على تواجدٍ جماهيريٍّ كبيرٍ، فتمَّ تخصيصُ جوائزَ عينيةٍ وماليةٍ ضخمةٍ للجماهير.الأمر الذي أثلجَ الصدورَ، هو الـمستوى الرفيعُ الذي تَـمَـيَّزَ به طاقمُ التحكيمِ بقيادةِ حكمِنا الوطنيِّ خميس الـمَري، لأنه أعطى صورةً مشرقةً عن حكامِـنا، وأبرزَ نجاحَ الجهودِ التي قامت وتقومُ بها لجنةُ الحكامِ في إعدادهِـم وتأهيلِـهِـم لـمُستقبلٍ يشاركونَ فيه بفاعليةٍ وتَـميُّزٍ وحضورٍ عَدديٍّ كبيرٍ في بطولاتٍ خارجيةٍ، إقليمياً وقارياً ودولياً. كلمةٌ أخيرةٌ: هناك أحداثٌ ترتبطُ بالـمكانةِ الساميةِ للأسماءِ التي ترتبطُ بها، كهذه البطولةِ التي ارتبطت باسمِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، فصار الفوزُ بكأسِها شرفاً عظيماً نباركُ للسدِّ نوالَـه، وللسيليةِ الـمنافسةَ عليه.