13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيكتب الذكاء الاصطناعي مقالاتنا ورواياتنا؟

19 أبريل 2023

هل جربتم الذكاء الاصطناعي؟ من الواضح أنه أصبح هذه الأيام حديث الجميع. يعتبر الذكاء الاصطناعي تقنية تحاكي الذكاء البشري في أداء المهام ويمكنه بشكل متكرر تحسين نفسه استنادًا إلى المعلومات التي يجمعها. قد يساعد الذكاء الاصطناعي على إيجاد الحلول والأدوات ومعالجة المعلومات، ولكن لا يمتد ذلك إلى قدرتنا على التفكير. السؤال الذي يدور ببالي ككاتبة صحفية؛ هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل الكتابة الإبداعية في المقالات؟ وهل يستطيع أن يكتب رواية كاملة العناصر ومليئة بالأحاسيس المختلفة من غضب وفرح والتعبير عن الألم أو الحزن؟ فالكتابة وسيلة للتعبير ولا غنى عنها في التواصل في مجالات الحياة. هناك صراع بين التفكير البشري والتفكير الروبوتي، وتحديداً في موضوع اللغة. وخصوصا اللغة والكتابة التي تعبِّر عن مشاعر وأحاسيس وعواطف. لنقل مثل الكتابة الغاضبة، أو كتابة حزن أو غزل وحب لامرأة معينة. بالتأكيد سيحوّل برنامج الذكاء الاصطناعي الغضب والحب والحزن إلى مشاعر تقريرية ذات دلالات معينة، تصف تعبيراتها وأسبابها الخارجية للدخول في بواطنها، فيصبح الغضب كالقلق، والتوتر، والعصبية، والنرجسية. فالفوارق بين مثل هذه المشاعر دقيقة جداً. الأمر نفسه في التعبير عن الحب. الذكاء الاصطناعي من المستحيل أن يحل محل الأسلوب الإنساني الأصلي، الذي تتداخل في تركيبه مجموعة كبيرة من الأسباب والظروف والتجارب واللحظات، وليس مجموعة من الاختيارات الموفقة من بين ملايين المعلومات التي يتمكن الحاسوب من جمعها خلال ثوانٍ. إن الكتابة الإبداعية هي حالة إنسانية أشبه بتلك الابتسامة التي جعلت كل من في الحافلة يضحك في حين أن الكتابة بالذكاء الاصطناعي قد تملأ حيزا، كتابة بلا مشاعر ولا هوية كالحلوى بلا طعم. إن الكتابة كما قال محمود درويش «اقتراب واغتراب ويتبادلان الحاضر والماضي» تحتاج الكتابة الإبداعية خيالاً وإبداعاً وخبرات شخصية لا يمكن أن تأتي إلا من كاتب بشري. لا نختلف أن من مميزات الكتابة بالذكاء الاصطناعي السرعة والدقة والإملاء والسلامة اللغوية من الأخطاء ولكن تفتقد إلى الحياة، لا يوجد توافق مع الأسلوب المطلوب بالنهاية هو تكرار معلومات والمحصلة هي نتيجة متشابهة لا اختلاف بينها. لذلك فدورك أيها الكاتب أساسي ومهم جدا كما أشار أحد خبراء التكنولوجيا القطريين أن المستقبل للكتاب باللغتين العربية والإنجليزية. يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث ثورة عظيمة في تعليم الكتابة، ولكن بالتأكيد يفتقر إلى الإبداعية في الكتابة والسرد التي يتقنها البشر، ولا يمكن لهذه التقنية الوصول لها لأنها تفتقد البصمة الإنسانية في التفكير. على سبيل المثال قد يقود الذكاء الاصطناعي السيارة، ولكن لابد من انتباه السائق في الطريق. جدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي هو مجال واسع يحتوي على العديد من الأدوات والتطبيقات التي تهدف إلى مساعدته في أداء المهام الذكية والتفاعل مع العالم بطريقة أقرب إلى البشرية، إلا أن الأخطاء التي ما زالت تشوبه في كتابة الأبحاث والنصوص وحتى المعادلات والكودات التي تحتاج جميعها إلى الدماغ البشري لتعديلها وتشذيبها وتصحيحها، تجعل منه طفلاً يتعلّم ويخزّن، ولكن غير قابل أن يكون بديلاً للبشر بمهاراتهم وإبداعاتهم. قد يسبق البشر في أداء المهمات واختصار الوقت، ومعالجة المعلومات، ولكنه يحتاج إلى إنسانية الكتابة وروحها. إن الكتابة الإبداعية تتطلب الإبداع والإلهام وعلى الكاتب أن يطور مهاراته باستمرار ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيجعل الذكاء الاصطناعي منك كاتبا مبدعا؟ يجب الإشارة إلى أن الكتابة المتميزة لن تجدها إلا عند المبدعين، والمبدعين المتميزين فقط الذين خرجوا من نطاق الراحة إلى الإبداع الذين يبذلون جهدا لكتابة ما يستحق القراءة… لذلك فلنطمئن. سنبقى نكتب ونكتب ولن يحل الذكاء الاصطناعي محلنا... وكل هذا بيني وبينكم.