قطر ملتزمة بمساعدة الشعب الأفغاني

قامت دولة قطر بجهود دبلوماسية وسياسية مضنية على مدى سنوات عديدة، في إطار تيسير المفاوضات بين أطراف محليين ودوليين، لإنهاء الحرب في أفغانستان، والتي أثمرت الوصول إلى الإعلان المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان؛ لإحلال السلام التاريخي في أفغانستان بعد سنوات مضنية من الحرب والاقتتال. وسهلت الدبلوماسية القطرية واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في التاريخ الحديث، حيث قامت بإجلاء 80 ألف شخص، وتقديم الدعم لهم في الدوحة خلال إقامتهم المؤقتة، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية. ظلت دولة قطر تقدم خلال السنوات الماضية العون الإنساني العاجل إلى أفغانستان، بما يشمل المواد الغذائية عبر جسر جوي من قطر إلى كابول نقل مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية. ووصلت أمس طائرة قطرية تحمل على متنها مساعدات إنسانية إلى أفغانستان. وتتضمن المساعدات نحو «60» طنا من المواد التعليمية الموجهة لقطاع التعليم إلى جانب المساعدات الإنسانية والغذائية، مقدمة من قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري. وتأتي هذه المساعدات في إطار مساعي دولة قطر والتزامها الثابت بتقديم الدعم والوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق، ولتوفير الاحتياجات الضرورية العاجلة له. وعملت دولة قطرعلى تيسير وتعزيز قنوات الاتصال بين الشركاء الدوليين وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية، بهدف تعزيز السلام وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والتنموية، وحماية وتعزيز الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الأفغاني، بما في ذلك حقوق الأطفال والنساء والفتيات. كما استضافت مؤخرا محادثات حول مستقبل التعليم في أفغانستان والتحديات والعقبات التي تواجهه بمشاركة وزارة الخارجية ومؤسسة التعليم فوق الجميع ووزارة التعليم الأفغانية ومنظمة «اليونيسف» ومنظمة «التعليم لا ينتظر». واتفق المشاركون في هذه المحادثات على ضرورة ضمان حق التعليم للجميع على حد سواء، ووضع تصور مشترك يتعامل مع التحديات، وتوفير فرص تعليمية ذات جودة عالية لجميع الطلاب الأفغان في كل المناطق. اليوم تستمر أفغانستان في مواجهة أزمة اقتصادية وإنسانية خطيرة في ظل حكومة تصريف أعمال غير قادرة على مجابهة التحديات المطروحة على البلاد التي تعمق الأزمة وتمنع البلاد من المضي نحو تحقيق التنمية وتوفير العيش الكريم لفائدة الشعب الأفغاني، مما يوجب توافر جهود دولية للنهوض بالشعب الأفغاني وتمكينه من تجاوز الأزمة.