11 سبتمبر 2025
تسجيليُحكى أنه كان هنالك عقرب يريد أن يعبر النهر، فطلب من الضفدع أن يحمله على ظهره إلى الضفة الأخرى، فرفض الضفدع، وقال: هل تظنني غبياً؟ إن حملتك على ظهري ستلدغني وأموت! فرد عليه العقرب قائلاً: هل أنا مجنون لأفعل ذلك؟ إن لدغتك ستموت وسأغرق معك! أعدك بأني لن أفعل شيئاً. كل ما أريده هو عبور النهر! اقتنع الضفدع أخيراً وحمل العقرب على ظهره وبدأ القفز فوق النهر. وفي منتصف المسافة، لدغ العقرب الضفدع. سأل الضفدع العقرب متألماً: لماذا فعلت ذلك! سنموت كلانا الآن! أجابه العقرب آسفاً وغير آسف: لأن هذه هي طبيعتي! هذا أنا!. هذه القصة الجميلة تحمل في طياتها الكثير من العبر والدرر. أهمها أنه عندما يريك شخص ما هويته الحقيقية منذ بداية علاقتكما ببعضكما البعض. صدق ما تراه عيناك، آمن بما حدث أمامك وبأن هذه هي طبيعة الشخص الحقيقية التي قد يكون على استعداد لأن يموت بسببها!. احساسك الأول تجاه شخص ما عادة ما يكون هو الإحساس الصحيح. انطباعك الأول عن شخص ما عادة ما يكون هو الانطباع الحقيقي والأصيل. نادراً ما يتغير الناس في مدة زمنية قصيرة ولن يتغيروا. الانسان لا يتغير في وقت قصير إلا إذا حدث له موقف كبير يهز كيانه ويزلزل حياته وما عدا ذلك خزعبلات وأساطير الأولين. الانسان يتغير على دفعات، على مراحل، في غضون سنين، ولا يتغير الانسان بين يوم وليلة إلا إذا كانت ليلة سوداء ويوما أسود منها!. تغير الانسان بين يوم وليلة دون أن يكون قد حظي بيوم أسود أو ليلة سوداء، معناه أنه كان كذلك دائماً. معناه أن حاجته اكتملت ومصلحته انتهت، والآن بان على حقيقته. الجبال تتشكل مع مرور الوقت وحركة الرمال، والانسان يتشكل مع مرور الوقت وحركة الناس من حوله. كلاهما يحتاج الكثير من الوقت، والكثير من الحركة أو عدم الحركة. كلاهما ذو التأثر نفسه. كلاهما يلبس أثر التغيير نفسه. كلاهما بالثقل نفسه. نربط بين أنفسنا والجبال عندما نقول لمن نحب: "نحن مستعدون لأن نحرك الجبال من أجلكم!". فهل نستطيع أن نقول لهم: "نحن على استعداد أن نغير من أنفسنا وطبيعتنا من أجلكم؟" أم إنه سيأخذنا كبرياء العقرب وطبيعته؟.