12 سبتمبر 2025
تسجيلتخيلوا لو جُمعت دموع فقراء المسلمين من أمهات وأطفال وشيوخ، وما أكثرهم في العالم العربي! فأينما تول وجهك سوف تراهم، فكم سوف تبلغ هذه الدموع؟ بلا شك إنها سوف تملأ بحيرات وربما أنهارا؟ كذلك لو جمعت حزنهم وأساهم وخوفهم وجوعهم وعطشهم لكانت كالجبال الشاهقات ولو وزعتها على البشر جميعا لكفتهم ويمكن أن تزيد؟! فبالله عليكم ما ذنبهم أن يدفعوا هذه الفاتورة الباهظة الثمن؟ والتي لا أعتقد بأن هناك من يستطيع أن يُحصيها، ففيها من كل شيء دماء وقتل وتشريد وخراب ديار وفقدان عزيز وبتر أطراف ومشيب قبل الأوان وبرد وتشريد؟. فضَع فيها ما شئت من المآسي، وكل ذلك الذي يجري بسبب حماقات وإجرام بني جلدتهم وغيرهم من وحوش البشر من مجرمي الأرض الذين لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم، فيا ويلهم من الله الذي يمهل ولا يهمل، لا شك بانتظارهم عذاب شديد قد لا يُقارن بما فعلوه في هؤلاء المساكين، عندما نراهم تتمزق قلوبنا عليهم حزناً وأسى، حتى الحجر لو رآهم يلين ويتخلص من قساوته!. وبرغم الخيرات في عالمنا الإسلامي والعربي خاصة أننا لا نرى إلا القليل من المبادرات الخيّرة من هنا وهناك مرة تصل إليهم ومرات لا يرون منها شيئا، وأكثرها شعارات بدون أفعال تخفف من هذه المعانات الشنيعة! فالوقوف معهم واجب ونصرتهم بما تجود به النفوس مسؤولية سوف نسأل عنها في يوم من الأيام، عندما نقف أمام الواحد الدَيّان، فماذا عسانا نقول؟ فأصبحت رؤية هؤلاء المساكين وأحوالهم السيئة جداً عند بعض أبناء المسلمين شيئا مألوفا وعاديا، قد لا يُحرك ذلك ساكناً عند البعض منهم وخاصة الذين يملكون الملايين!. فالإنسان عندما يدخل بيته آمنا مطمئنا ويرى أبناءه وأهله من حوله والنعم تحيط به من كل مكان وفي كل مكان، ويرى أحوال هؤلاء يحمد ويشكر الله على هذه الأشياء التي لا شك لا تقدر بثمن، فكم هي عظيمة هذه النعم!. وأخيراً الكثيرون من أبناء المسلمين للأسف الشديد صَنع هذا الواقع أو ساهم فيه وتسبب به وخاصة من حماقتهم التي أعيت من يداويها. [email protected]