ريادة قطرية في مكافحة الإرهاب

المتابع لدور قطر في مكافحة الإرهاب على كافة المستويات يجد تنامياً كبيراً في جهودها المبذولة من أجل اقتلاع تلك الظاهرة، هذه الجهود باتت محل إشادة الأطراف الدولية الفاعلة وكافة أعضاء المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة، وآخر تلك الإشادات ما أكده تقرير مكتبة الأبحاث بالكونغرس الأمريكي، أن الجهود القطرية - الأمريكية المشتركة لمكافحة الإرهاب قد تزايدت بشكل كبير، مؤكداً أن لقطر دوراً ملموساً في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي. وكما هو معلوم، فإن قطر تنتهج رؤية شاملة في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً وهو ما شدد عليه التقرير الأمريكي بقوله: إن اتفاقات التفاهم المشتركة بين قطر والولايات المتحدة لا تقتصر فقط على مكافحة الكيانات المتطرفة، ولكنها تصيغ أيضا رؤية تنويرية وتثقيفية وتنموية كاملة ضد الجذور والبيئات الحاضنة للفكر المتطرف، وهو ما دفع الجانب الأمريكي إلى الإشادة بجهود قطر الملموسة في إطار مكافحة الإرهاب، وأيضا مكافحة كافة أشكال جرائم القرصنة. الرؤية القطرية المتفردة في مكافحة الإرهاب تعتمد بالأساس على تجفيف منابعه ووقف دعمه، ولا تقتصر فقط على العامل العسكري، بل تمتد إلى إحداث التنمية والرخاء، والسعي لوضع الحلول السياسية للمشاكل التي يتذرع بها الإرهابيون لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم التخريبية. وتثبت الأحداث أن قطر كانت من أولى الدول التي نبهت إلى خطوة ظاهرة الإرهاب على السلم والأمن في كافة المجتمعات، وبالتالي لابد من العمل بشكل جماعي من خلال الدول الفاعلة ومنظمة الأمم المتحدة بكافة هيئاتها ومؤسساتها، وكذا التعاون بين الدول في مجال تبادل المعلومات والتنسيق المشترك لمواجهة الفكر المتطرف من خلال وسائل شاملة، منها التعليم والثقافة والتنمية وخلق مناخ سياسي جيد في المجتمعات ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية حتى لا يقع الشباب في أيدي الجماعات المتطرفة.