21 سبتمبر 2025
تسجيلفي عالم اليوم تلجأ بعض الدول والانظمة الى الاتجار بالازمات الانسانية في بعض الدول الى حد استغلالها وتوظيفها لتنفيذ اجنداتها الخارجية، وهو ما يشكل خروجا على مبادئ ميثاق الامم المتحدة وانتهاكا فاضحا لأسس وقيم العلاقات الدولية الراسخة منذ عقود، والتي تفرق بين مواقف الدول في الازمات الانسانية وعلاقاتها السياسية. ولا شك ان الأزمة بين الصومال والإمارات التي بدأت تأخذ أبعادا جديدة ومرشحة لفصول جديدة من التوتر، تمثل نموذجا لتلك الانتهاكات وسوء الاستغلال من قبل ابوظبي، ردا على موقف مقديشو الحيادي من أزمة الخليج، بعد أن أخفقت ضغوط دبلوماسية مورست عليها من دول الحصار للعدول عن موقفها. الأزمة اخذت زخما تصاعديا بلغ حد التراشق الإعلامي. خاصة بعد منع الصومال طائرة اماراتية من مغادرة مطار بورت لاند الأسبوع الماضي، ومصادرة 9.6 مليون دولار كانت موجهة الى ميليشيات صومالية، الامرالذي دفع ابوظبي للثأر بوقف العمل في مستشفى ميداني خيري يعالج فقراء مقديشو!. خطوة ابوظبي بقدر اساءتها لمفهوم العلاقات الدولية اصابت المراقبين والمنظمات الخيرية الدولية بالاستياء الشديد. وبالمقابل نجد ان دولة قطر تُقدم منذ سنوات الدعم للجهود الإنسانية والصمود والانتعاش من خلال الشركاء مثل جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر وغيرهما، بالشراكة مع الأمم المتحدة والسلطات الوطنية، انطلاقا من موقفها المبدئي بشأن الالتزامات العالمية والتزاماتها تجاه الاشقاء والاصدقاء بعيدا عن المواقف السياسية، فقد قدمت الدوحة للصومال منذ عام 2010 اكثر من 210 ملايين دولار كمساعدات إنمائية، كما وقعت الدوحة مع الحكومة الصومالية اتفاقية بقيمة 200 مليون دولار تركز على خلق فرص العمل، ودعم البنية التحتية، والتعليم والتمكين الاقتصادي وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي ستنفذ بالشراكة مع الأمم المتحدة. ورغم الحصار المفروض على قطر فإنها بادرت منذ شهرين بتقديم مساعدات عسكرية إلى الصومال لدعم الشرطة الوطنية هناك. وهي مواقف وسياسات تبرهن على ان دوحة الخير تنشر ثقافة الخير وتنتصر للقيم الانسانية، ولا تقايض مواقفها او تمارس سياسات الابتزاز للاشقاء او الاصدقاء مما اكسبها احترام المجتمع الدولي. بينما ما اقبلت عليه ابوظبي بانتقامها من المرضى يعد اهانة بالغة لمبادئ الانسانية وقيم الاسرة العربية.