26 أكتوبر 2025

تسجيل

ركز على ذاك الصوت تحديداً

19 أبريل 2016

هناك الكثير من الأصوات التي نتعرض لها وبشكلٍ يومي حين تعترض طريقنا وتفرض علينا ما يجدر بنا الاستماع إليه، وهو ذاك الذي نجد منه: ما يشغلنا في ذات الحين غير أنه يتبخر في الهواء بعد لحظات وكأنه لم يكن أصلاً، وما يعيش لفترة أطول بقليل، يحوم فيها من حولنا؛ كي يجذبنا إليه، إلا أنه لا يقوى على المتابعة لأسباب مختلفة تفرض عليه المغادرة الفورية، وأخيراً ما يخترق الأسماع ويمتد إلى الداخل، حيث ننشغل به دون أن نتمكن من الالتفات إلى أي شيء آخر حتى نفرغ منه، وهو ما سيكون لنا متى قمنا بتنقية وتصفية الأذهان، ومن ثم التركيز على مصدر الصوت، وما يرغب ببثه من رسالة لا بد وأن تؤخذ بعين الاعتبار، ففيه من الخير ما سينسكب على المتلقي ومن قبله المُرسل، الذي أصدر ذاك الصوت منذ البداية المُطلقة؛ بحثاً عمن يلتقطه بيننا، فإن كان وتلقيناه بل وتفرغنا من أجل متابعته ومعرفة ما فيه؛ لفرغنا من الأمر وعلى الفور، دون أن نضيع وسط كل ما علينا من التزامات لن تأخذ حقها المرجو مع قلب ينشغل بهذا وذاك، ويحاول إنهاء ما عليه غير أنه لا يعرف السبيل إلى ذلك فيظل حيث هو دون أن يتقدم بجديد يحمل بين طياته المفيد، الذي ومن الممكن بأن يُضفي على حياته رونقاً سيشعر معه بقيمة كل لحظاته، والحق أن الانخراط في ذاك الوضع التعيس ليس بهين؛ لأن من يعيشه كمن قُدر له بأن يرى أيام عمره وهي تُسرق من أمامه، دون أن يتمكن من اللحاق بها؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أن الهروب منه بعيداً بنية التملص من تلك السرقة التي سيتعرض لها ليس بهينٍ أيضاً؛ لأن ذاك الصوت سيظل يلاحقه طوال الوقت حتى يحصل على مراده، والأمل بأن يكون ذلك قبل فوات الأوان؛ لأن أي شيء سيبدر منا فيما بعد لن تكون له قيمة تُذكر.حين أفكر بالأصوات أجدها مختلفة، فمنها ما يكون لأفراد، ومنها ما يكون لمواقف تجمعني بأولئك الأفراد، ومنها ما يكون لحاجات تُنادي بها المواقف، ويُطالب بها الأفراد، وفي كل الأحوال فإن ما يتوجب علينا فعله معها تلك الأصوات هو عدم تجاهلها بل الاستماع إليها؛ كي نخرج بالمراد، فهو ما يهم، وما يجدر بنا الالتزام به فعلاً ودون أي تقاعس منا وذلك؛ لأن تجاهلها لن يعود علينا بشيء سواه تراكم المهام، التي ستأخذ مساحة كبيرة جداً لن تسمح لنا بالعبور؛ لمتابعة غيرها حتى نفرغ منها، ونخرج بفائدة ستنصب في قالب سيعود بنفعه على الجميع إن شاء الله.لكل صوت أهمية تفرضها المطالب التي تسنده وتزيد من قوته، ولعل أهم وأقوى الأصوات هو (صوت الحق)، الذي وإن نادى به أحدهم فإنه ومن الواجب الذي لا حق لنا بالتهرب منه بتاتاً بأن نتلقاه، نتقبله، ونتجاوب معه دون أي تأخير، وإنها لكثيرة تلك اللحظات التي نسمع فيها صوت الحق وهو ينادي؛ باحثاً عمن يلتفت إليه، ويتجاوب معه بفعل يليق به، ويستطيع من خلاله ضبط الأمور، ترتيبها، ومن ثم وضعها على المسار السليم، الذي سيساعدها (تلك الأمور) على النهوض من جديد؛ لبدء حياة جديدة لابد وأن تكون؛ ليكون لنا كل ما نحلم به، ويحتاج لكل من يركز عليه، ويخلص فيه دون أن يتقاعس أو يخذل رغبة التطوير والتجديد بوضعه على الرف دون الالتفات إليه أبداً.وماذا بعد يا عزيزي؟إن ما قد سبق ذكره يمكننا تلخيصه كالتالي: إن كل ما تقوم به في حياتك سيُحسب لك وسيُضاف إلى قائمة أعمالك، التي سبق لك وأن أنجزتها؛ لذا لا تُقدم إلا على تلك الأمور التي تشعر بأنها ستُضيف لك، وهي تلك التي ستظل تُلح عليك كثيراً؛ كي تلتفت إليها، وغالباً ستكون لـ (حق) لابد وأن يكون إما من خلالك أو من خلال غيرك، وهو ما لا يهم حقاً، فما يهم فعلاً هو أن يأخذ الحق حقه، ويجد لنفسه مكاناً بيننا، والحق أنه ما سيكون بإذن الله تعالى متى التفت إلى ذاك الصوت في ذات اللحظة التي سينطلق فيها منادياً، وباحثاً عنك وعن أمثالك. وأخيراً لا تتردد متى سمعته، ولتعتمد على الصواب في كل خطوة تُقدم عليها حتى تصل حيث تريد.