16 سبتمبر 2025
تسجيلتتوارد أحياناً الأفكار وتسيل كما تسيل مياه الثلوج بعد أن تذوب من قمم الجبال ومرات تنقطع كما ينقطع هطول الأمطار في صيفنا القاسي الطويل، وعندما تريد أن تكتب في الشأن المحلي وتغوص في أعماقه تبحث عن موضوع فكلما التقطت فكرة وربما هي من الدُر النفيس وأردت أن تحلق في سمائها لمصلحة الوطن أو المواطن، أو لكي تخرج رأس النعامة من الرمال فجأة يضيق بك ذاك الفضاء الذي تعتقد بأنه فسيح وينقطع عنك الأكسجين ترياق الحياة ويقفز في وجهك الرقيب النفسي قبل الرقيب الحقيقي ويقول لك قف عند هذا الحد فلا تعتقد بأنك في دول الاتحاد الأوربي!؟؟ فلا تغتر بما يكتبه البعض عبر قنوات التواصل فكل شيء عليك محسوب وتضطر أن تحوم حول الموضوع ظناً بأن اللبيب بالإشارة يفهم مما يدعو بأن يخرج الموضوع مقطّع الأوصال غير مترابط؟؟ فكثير من المواضيع تحتاج حروفها لنقاط لكي نتلافى الأخطاء فيها، ونحن في هذا الوطن لدينا قيادة لا مانع أن تسمع وجهات النظر المختلفة للمصلحة العامة أولاً لعل من بينها ما يفيد كدواء لكثير من المشاكل، ففي دول الخليج أو دعنا نقول في العالم العربي تجد شخصا أو عدة أشخاص هم من يُستشارون وهم من يقررون في أشياء كثيرة ربما الخطأ فيها مكلف كثيراً وخاصة في الأمور الفنية البحتة التي تحتاج شهادات علمية من جامعات مرموقة وتخصصات، فلم يعد السيد أبو العريف الذي يفهم في كل شيء يصلح لهذا الزمان فكل شيء يحتاج إلى دراسة وخرائط ورسومات وميزانيات محسوبة بدقة متناهية وكل مجال له أهله فالعجينة تعطى للخباز وليس للحلاق؟؟ فالذي نراه عبر الصحافة العربية قاطبة هو الوجه الآخر فقط أما السلبي متروك لكي يزمن، وزادوا هذه الأيام بأن أصبحت وسائل الإعلام المختلفة سبب خراب الأمة وتمزقها وتفرقها وقد قالوا الصحافة مرآة المجتمع وليست مرآة الكذب والنفاق؟؟ وقد استعانت أنظمة كثيرة بمنابر التغيب والكذب وتفرقة المجتمعات ببث روح الفرقة والتناحر وساعد على ذلك وجود فئات مجتمعية تصدق كل شيء وتعيش في أحلام اليقظة والتي سوف تكتشف في يوم من الأيام بأنها كوابيس مزعجة، وقد يأتيك الرقيب النفسي ويقول إذا كان الكثيرون يدورون في فلك النفاق البين ولديهم استعداد لطرح الأكاذيب أو يظنون بأن هذا الأسلوب هو أقصر الطرق لنيل المناصب وخصوصا إذا رأوا غيرهم نال مناصب رفيعة بسبب ذلك وليس بناء على كفاءة أو استحقاق وظيفي ولكن تزكية من قريب وحبيب؟؟ والكثيرون قد يترك الشأن المحلي وشأنه فالذي يجري في العالم العربي من أحداث أرض خصبة للكتاب فهي فاقت كل تصور وتعدت كل الحدود؟؟ فمصر مازالت في أزمتها الداخلية وتريد مزيدا من الرز ليس البسمتي وإنما الخليجي وهو سهل المنال وتريد بتشجيع الاستثمار وهي لم تكن موفقة في سياستها المحلية فكم يكلف الذي يحدث هناك لماذا يكون المواطن الخصم والعدو؟؟ لماذا لا تفتح نوافذ الحوار الجاد للمصالحة الكبرى ولمصلحة الأجيال لماذا بعض الإعلاميين الحمقى يمزقون المجتمع ويسدون كل أبواب المصالحة؟؟ فإذا ظن بعض هؤلاء بأنهم يخدمون أهداف الحكومة فهم خاطئون وإنما يزيدون النار اشتعالا من أجل الدولار فلا همهم الوطن ولا هم يحزنون؟؟ والشأن السوري فماذا سوف يحكم المنتصر في الحرب الأهلية فسوف يجد بقايا وطن تسكنه الأشباح وتذروه الرياح وسوف يتقاتلون على المناصب وما تبقى من ثروة فلقد أحرقت الحرب حتى شجر الزيتون؟؟ ويشاطرهم الليبيون هاهم يقتل بعضهم بعضا لنهب البلاد والعباد التي يريد الحفتريون الهيمنة عليها وسرق ثرواتها؟؟ وفي العراق قد يطول الكلام كذلك في اليمن الحزين الذي يريد الحوثيون سرقته من محيطة العربي وتقديمه لإيران على حساب مصلحة اليمنيين؟؟ وآخر الكلام تبقى الحرية المنضبطة في وسائل الإعلام منبرا صادقا يعبر عن هموم وشجون المواطن وتبقى السلطة الرابعة مكملة لدور السلطات الأخرى.