10 سبتمبر 2025
تسجيليغلب علينا أحياناً ما يغلب على الموقف الذي نمر عليه، فنجد أن ما نقوم به، وإن لم يجد له (فينا) تفسيراً يبرره، إلا أنه يخضع لقناعة واحدة وهي: أن الموقف هو من دفعنا لأن نكون كذلك، والدليل أنك قد تخرج من دارك تغمرك سعادة لا مثيل لها، غير أنك وإن واجهت في طريقك موقفاً لا يمت لسعادتك "تلك" بصلة، فإنك لن تجد (نفسك) إلا وقد تنحيت جانباً، وتركت تلك السعادة على زاوية لتستقبل تعاسة الموقف الذي مررت به، والعكس وارد وصحيح. إن ما نطق به قلمي من كلمات كانت قبلها هذه الكلمات قد عكس حال البعض منا فقط، إذ لا يعني ذلك بأن ذاك الوضع يشمل (الكل) أبداً، فالحقيقة تشير إلى أن هناك شخصيات واعية تعي أثر دمج ما تمر به على ما ستمر به لاحقاً، فتحاول قدر المستطاع تجنب ذلك؛ لأنها تدرك أنها وإن فعلت متى فعلت فانها ستظلم النتيجة المتوقعة منها "ردة الفعل" في ذاك الموقف تحديداً. الحياة مدرسة تمدنا بكل جديد مفيد لاشك سيكرمنا بفائدته في محطة من محطاتها، ولا يعني ذلك أن كل ما سيقع علينا منها، هو ذاك الجديد الذي لم يسبق له وأن كان من ذي قبل، بل على العكس لربما وقع ولكن بطريقة مختلفة، وحين كُتب له فيما بعد بأن ولأن يكون، طُرح ولكن من زاوية جديدة لربما لم ندركها سابقاً. (أحمد) هم اسم عامل يعمل وبكل جدٍ في مقر عملي، وعمله المتواضع الذي يقوم به وبكل تواضع هو كل ما يقوم من أجل عائلته، تلك التي يحمل لها أحلاماً بسيطة لا تتجاوز حدود رؤيتها سعيدة وبصحة جيدة، فتجد ما يسد جوع يومها (تلك العائلة)، رغم أن الغد يستحق منه (أي أحمد) تفكيره أيضاً بـ (التخطيط له) كما يفعل غيره ممن حوله. إن ما وجدناه مختلفاً في شخصية (أحمد)، ليتميز به عن غيره رغم بساطته وقلة حيلته (مقارنة بشخصيات تتحلى ببعض صفاته) هو أنه قادر على فصل ما يشعر به عن الوضع الذي يقع فيه أياً كان، فلا يمزج مسؤوليات العمل في البيت، أو شؤون البيت وما يجري في عمله، وذلك كي يعطي كل جهة حقها وبحق، دون أن يظلم أياً على حساب الآخر، حتى أن من حوله قد أصابهم الفضول ليطرحوا عليه هذا السؤال: لم تفعل ذلك أي (تفصل) ما يجول في نفسك لتبدو كآخر رغم أنك أنت هو من يعيش ذات اللحظة؟ فكانت إجابته البسيطة: ولم لا نسعى إلى ذلك؟ البعض منا تغمره موجة من المشاعر المضطربة في بعض لحظات يومه، فتجده مندفعاً بتصرفاته التي تُحمله على حمل جريرة (ظلم الغير) والسير بها في كل مكان، ليبث في الدنيا سموم (تلك المشاعر المضطربة)، فيجرح من سيجرح، ويظلم من سيظلم، ويقضي على من سيقضي عليه، والسبب الذي سيرفعه عالياً ليبرر موقفه أن مشاعره (ما زالت) خاضعة لتأثير ما وقع عليها قبل أن تعيش هذه اللحظات، وهو السبب الذي تسأم النفس من تصديقه كل مرة، فكأنها غير قادرة على ابتكار سبب جديد تستند اليه. إن إحدى المشاكل الحقيقية التي نعاني منها هي أننا لا نتعلم بسهولة من كل ما يدور حولنا، فوجودنا في هذه الحياة و(أحمد) ومن يمثله يجبرنا على تعلم الجديد المفيد (كما ذكرت سلفاً)، وكما سيكون مني ولكن حين يتجدد اللقاء، وحتى حين نلقاكم على خير، وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]