12 ديسمبر 2025

تسجيل

الأخلاق الحديثة

19 مارس 2023

شاهدت فيديو في أحد مواقع التواصل الاجتماعي لطفلٍ مشاغب في صفٍ دراسي في إحدى الدول الغربية، وكان يتجادل مع المعلم بندية وتحدٍّ في المقابل كان المعلم يحاول ضبط نفسه والتحكم في انفعالاته حتى لا يكون عليه الحق، ولكن استمر الطالب في استفزاز المعلم بوقاحة أمام باقي الطلبة وصَرخَ في وجهه وكلما حاول باقي الطلبة تهدئته يصرخ بهم إلى أن أتت تلك اللحظة التي لم يَعد المعلم قادراً على تَحمل قلة الأخلاق والاحترام فانهال على الطالب بالضرب وسحبه للإدارة التي قد تكون عاقبت الطرفين نظراً لقانون منع ضرب الطلبة في المدارس! تُبين هذه القصة مدى الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه بعض الطلبة سواء في الغرب أو حتى في عالمنا العربي الذي لا يخلو من قصص كهذه، بل حتى هنا في الدوحة تمر علينا مثل هذه القصص بين حينٍ وآخر ولكن الفرق أن المعلمين يحاولون قدر الإمكان ضبط انفعالاتهم نظراً لصرامة قانون ضرب الطلبة، ولو رجعنا للماضي وجيل الطيبين كما يُطلق عليه فسنجد أن الأغلبية العظمى تعرضت للضرب من المدرسين وأن الضرب إلى حدٍ ما كان وسيلة لتأديب الطالب وتحفيزه على التعلم، أذكر أن بعض المُدرسات وفي كل المراحل الدراسية كانوا يستخدمون المسطرة الخشب في الضرب والبعض منها يوجد قاطع موس على طرفها، وكانوا يستخدمون الضرب في حالة فوضى الطالبات في الفصل وعدم احترام وجود المعلمة أو إذا لم ينجزن الواجبات الدراسية المطلوبة، أو لأي تصرف غير لائق بل أذكر أن البعض منهم كانوا يعاقبون الطالبات بالوقوف في آخر الفصل طول الحصة الدراسية بعد تلقي (العلقة) بالمسطرة الخشبية، وكان نتاج ذلك جيلا واعيا، محترما، على أخلاق عالية، خدمَ مجتمعه وبلاده بإخلاص ووفاء وعطاء دون حدود ناهيك عن التميز في العلم والمعرفة والثقافة المتنوعة، وأثر الضرب فيهم إيجاباً. نعم تغير الزمان الآن وتغيرت القوانين وتغيرت طُرق التربية والتعليم نظراً للانفتاح الثقافي والطرق الحديثة في التنشئة وتأثير علم النفس والاجتماع عليها، بل شجّعت القوانين الحديثة النشء على العصيان ليس في المدارس وحسب بل وصلت للعائلة، فالمدرسة تُعلّم الطالب حقوقه التي تتضمن العصيان على الأهل في حالة تعرض للأذى واللجوء للشرطة أو جهات متخصصة لتحميه وقد يكون هذا جائزاً في بعض الحالات الشاذة والتي قد يتعرض فيها الطفل للقسوة أو التحرش أو غيره ولكن ولأن الطفل لا يعلم ما هي الحدود الحقوقية فقد يشتكي على والديه بمجرد عقابهما له من أجل تربيته وتقويم سلوكه، كلنا يعرف أن الطفل كالحصان الجامح والذي لا يعرف متى يتوقف وكيف يتصرف وعليه لابد من ترويضه بتعليمه السلوكيات الصحيحة وتنمية أخلاقه وتطوير معرفته ولاختلاف شخصيات وقدرات الأطفال فقد يلجأ أحد الأبوين للضرب أو العقاب كحل أخير إذا لم تنجح الطرق الأخرى وأعتقد أن هذا من حق الأبوين في تربية أبنائهما! * بعض من أبناء الجيل الجديد مخيفون في طريقة تصرفاتهم وانفلاتهم الأخلاقي وطالما أنهم لم يجدوا من يُروضهم فنتوقع منهم كل ما هو غير محمود!! *التربية تكون بالتوجيه والتعليم والوقوع في الخطأ وتقييم السلوك وتصحيح الأخطاء وإن كان بالعقاب فالجزاء والعقاب من سُنة الحياة ولابد أن يكافأ المرء على نجاحاته وطيب تصرفاته ويعاقب على سوء أعماله وأخطائه والتربية السليمة لابد أن تكون منذ الصغر لينشأ الطفل على خلق ودين وعلم!