24 سبتمبر 2025

تسجيل

الأزمة السورية

19 مارس 2023

بعد مرور 12 عاما لا تزال الأزمة السورية بلا أفق للحل السياسي، ولا عدالة ومحاسبة على الانتهاكات الفظيعة، رغم حصاد الأزمة الذي وصل إلى نصف مليون قتيل، وملايين النازحين واللاجئين داخل البلاد وخارجها، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتيّة في كل أنحاء سوريا، وكل ذلك تفاقم بعد الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في السادس من فبراير الماضي، حيث أودى بحياة عشرة آلاف شخص في الأراضي السورية ليعمق المأساة ويضيف إلى النازحين والسكان معاناة جديدة الى معاناتهم المستمرة بسبب الحرب والقصف الدموي. لقد ظلت دولة قطر تقف طوال هذه السنوات الى جانب الشعب السوري الشقيق الذي يعيش اوضاعا صعبة، من خلال استمرارها في تقديم كافة اشكال الدعم والمساعدات، وآخرها الجسر الجوي الذي أنشأته لإرسال المساعدات الإنسانية والطبية، إلى جانب إرسال أفراد من قوى الإنقاذ للتخفيف من معاناة المتضررين من كارثة الزلزال. كما تقوم دولة قطر بدورها كراعٍ رئيسي للآلية الدولية المحايدة والمستقلة للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة وفق تصنيف القانون الدولي المرتكبة في الجمهورية العربية السورية منذ مارس 2011، وذلك أملا في تحقيق العدالة الشاملة للشعب السوري ولجميع المتضررين، وذلك انطلاقا من ايمانها بأنه لا سلام مستدام بلا عدالة. إن دولة قطر تدعم وتشارك في كل الجهود المبذولة مع الأمم المتحدة وشركائها الدوليين من أجل حل الأزمة السورية، متمسكة بموقفها الثابت بأن الحل الوحيد للأزمة هو من خلال إيجاد حل سياسي تتفق عليه جميع الأطراف السورية، وفقا لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.