19 سبتمبر 2025
تسجيلواصل تقرير جودة المعيشة في نسخة 2017، ومصدره شركة ميرسر، منح درجات غير عادلة للمدن الرئيسية في مجلس التعاون الخليجي. فأفضل نتيجة لأي مدينة تقع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا مقدمة لدبي عبر منحها المرتبة رقم 74 من بين 231 مدينة عالمية. يتميز مؤشر ميرسر بإجراء مقارنة لعدد كبير من المدن في العالم، حيث شمل بحث 2017 دراسة أوضاع أكثر من 450 مدينة، لكن تم ترتيب 231 مدينة. كما تتميز الدراسة باعتمادها على 39 متغيرا مجمعة في 10 فئات. مدن دول مجلس التعاون تستحق ترتيبًا أفضل لأنها تُعَدُّ عالمية وفقًا للمعايير الدوليةيتأمل التقرير بصورة جوهرية في تأثير العوامل المستخدمة بالنسبة لمعيشة المغتربين أو العمالة الوافدة عبر 1) البيئة السياسية والاجتماعية مثل الاستقرار السياسي والجريمة وتطبيق القانون. 2) البيئة الاقتصادية مثل أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية. 3) البيئة الاجتماعية والثقافية من قبيل الرقابة والقيود على الحريات الشخصية. 4) الصحة ولاسيَّما الوصول إلى الخدمات الطبية إلى جانب جودة الهواء والتلوث. المتغيرات الأخرى هي: 5) التعليم وتوافر المدارس الدولية. 6) الخدمات العامة والنقل من حيث استدامة الكهرباء والمياه، فضلا عن الازدحام المروري. 7) الترفيه مثل الرياضة وتوافر أدوار السينما والمسارح. 8) السلع الاستهلاكية خاصة وجود المواد الاستهلاكية اليومية. 9) السكن من حيث توافر خيارات استئجار المساكن، والأجهزة المنزلية وخدمات الصيانة. 10) البيئة الطبيعية خاصة الكوارث. لا غرابة، يلاحظ تنوع أداء المدن الخليجية على مؤشر جودة المعيشة لعام 2017. فقد حققت دبي المرتبة 74 ما يعني تقدمها مرتبة واحدة. بدورها، حلت أبو ظبي في المرتبة 79 بعد تحسن أدائها ثلاث مراتب. يلاحظ أن ترتيب كل من دبي وأبو ظبي أفضل من مدن عالمية أخرى مثل وارسو وكوالالمبور وأثينا وشنغهاي وغيرها كثير. من جهة أخرى، حلت مسقط في المرتبة 106 بعد تحسن ترتيبها مرة واحدة. بدورها، حصلت الدوحة على المرتبة 108 ما يعني تقدمها بواقع مرتبتين. لكن تأخرت الكويت العاصمة درجتين إلى المرتبة 126 على المؤشر. بالإضافة إلى ذلك، حلت المنامة في المرتبة 134 عبر تقدمها مرتبة واحدة حيث جاء ترتيبها بعد مدينة إسطنبول لكن قبل العاصمة الفلبينية مانيلا. بدورها، خسرت الرياض درجتين وبالتالي حصلت على المرتبة 166، وأخيرا تأخرت جدة أربع مراتب إلى المرتبة 169 أي أسوأ نتيجة بين المدن الخليجية في التقرير. يمكن الزعم بأن مدن مجلس التعاون الخليجي تستحق ترتيبا أفضل لأنها تعد عالمية وفقا للمعايير الدولية، إذ تعد موطنا ثانيا لملايين المواطنين من دول مختلفة. باختصار، تحظى المدن الخليجية بشعبية في أوساط العمالة المغتربة. وتشكل العمالة الوافدة أكثرية القوى العاملة في جميع دول مجلس التعاون. بل يشكل الأجانب غالبية السكان في المنظومة الخليجية باستثناء السعودية وعمان. التميز الآخر يتعلق بقطاع الطيران، حيث تعتبر ثلاث مدن في مجلس التعاون الخليجي، وهي دبي والدوحة وأبو ظبي، مراكز رئيسية للطيران عبر طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية وطيران الاتحاد. الملايين من المسافرين يسافرون إلى وجهات مختلفة في العالم عبر هذه المدن الثلاث. بل أطول رحلة تجارية في العالم هي بين أوكلاند في نيوزلندا والدوحة. على الجانب الإيجابي، تصنف أربع مدن خليجية ضمن قائمة أكبر 100 مدينة في مجال البنية التحتية وتحديدا دبي وأبو ظبي ومسقط والدوحة. استشرافا للمستقبل، يتوقع مساهمة إكسبو 2020 في دبي وكأس العالم 2022 في قطر في تحسين أداء دبي والدوحة على مؤشر المعيشة. التأثير الإيجابي لهذين الحدثين سوف يبقى مستداما.