26 أكتوبر 2025

تسجيل

التعمير يحتاج لنوايا صادقة

19 مارس 2016

تلعب النوايا الصافية دوراً لا يُستهان به في حياة الأفراد الذين يسعون إلى بث الخير في العالم، فهي المُحرك الأول بالنسبة لهم، كما أنها الموجه الأساسي لكل خطواتهم، التي تأخذهم وفي نهاية المطاف إلى تلك الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، وتلك النتائج التي يحلمون بها أيضاً؛ لذا وحين يتعلق الأمر بالأحداث التي تقع وبشكلٍ مفاجئ فإن الارتجال هو ما يقابلها بعد أن تُحركه تلك النوايا الصافية، التي ذكرتها آنفاً، وتأخذهم من مكان إلى آخر، وإن لم يلتفت لذلك أي أحد في ذاك الحين، الذي وما أن تمرق لحظاته حتى يبدأ العقل بالتفكير بعدة أشياء منها: ما الذي فعلته الآن؟ ولماذا؟ ولعل ما ذكرته قد يبدو غامضاً للبعض غير أنه ما سيتحرر من ذاك الغموض بعد أن نوضح التالي: إن كل عادة تواجه سخط المجتمع بمن فيه تجد معارضة صارمة في بدايتها، ولكن وبمجرد أن تنتشر بين البقية، وتصبح عادة تمارسها الغالبية العظمى، فإن الأمر يصبح عادياً بل ومألوفاً يتقبله الجميع، وإن كانت تعاني من السلبيات التي ومن الممكن بأن تتسبب بكثير من الإزعاج للآخرين، تماماً كعادة توثيق الأحداث الواقعة بعدسات الجوالات المحمولة، التي حولت أصحابها لمصورين، ومخرجين، ومحققين أيضاً، يحرصون على توثيق الأحداث، ونشرها بين الناس وبشكلٍ حصري يعكس توجههم الخاص، وهو ما يحمل بين طياته رسائل كثيرة أهمها ترجمة ما يحدث في العالم للعالم الخارجي، الذي ومن الممكن بأن يكون بعيداً عن الحقيقة، ولا علم له بما يحدث فيه؛ لتأتي تلك العادة ومن يمارسها بشيء من الحقيقة، التي لا تكون كاملة عادة، ولكنها تُسلط الضوء على جانب لا يمكن اغفاله، وهو ما لا يُشكل مشكلة حقيقية؛ لأنه يقدم خدمة مجانية للمجتمع تُحسب على التوعية، التي وإن لم تكن صريحة ومبينة على أسس سليمة إلا أنها تقوم بتلك المهمة والهدف منها توثيق الحدث، والحق أن ما يستوقفنا ليست تلك العادة وكل ما تسعى إليه من أهداف (نأمل بأن تكون نبيلة)، ولكن ما يرافقها من انتهاك لخصوصية الآخرين، خاصة وأن تلك المقاطع لا تُستخدم لغايات سامية تطوى صفحتها بمجرد أن تؤدي الغرض منها، بل أنها تنتشر بين الناس بعد أن تنتهك خصوصيات البعض؛ وتحول حياتهم لمهزلة تلاحقهم دون أن يتمكنوا من الفرار منها، والفضل كله في ذلك لأفراد يمارسون تلك العادة، التي ستحتفظ بقيمتها العالية متى حافظت على كرامة الغير، ولكنها لن تظل كذلك طالما أنها وقعت تحت الأيادي العابثة، الخاضعة لنفسيات مُعقدة همها الأول التدمير وليس التعمير، وفي حقيقة الأمر فإن هذه الفئة المُخربة هي التي تجني على غيرها، وتفرض على المجتمع مخاصمتها وعدم الاقتراب منها، على الرغم من أن فيها من يسعى من خلال عدسته الصغيرة إلى تقديم خدمة كبيرة لمجتمعه تقوم على ظهر تقديم الحقيقة كما هي في كثير من المواقف التي تحتاج لمن يدعمها وبشكلٍ فعلي. إننا هنا ومن خلال صفحة الزاوية الثالثة نسعى إلى تسليط الضوء على تلك الفئة التي تحرص على تقديم تلك الخدمة؛ كي يدرك الآخرون حقيقة ما تُقدم عليه، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةأن تقوم بما عليك لهو أمر طبيعي للغاية يتفق ويقبل الجميع عليه، ولكن أن تكون في سباق دائم للبحث عن جديد تُقبل عليه؛ كي تقوم به، فيُظهر منك جانباً جديداً لا تدركه عنك كما هو الحال مع الآخرين لهو الأمر الاستثنائي الذي سيجعلك تفتخر بما أنت عليه حتى وإن شعرت ببساطته في مرحلة من المراحل؛ لذا فلتبحث عن نفسك، ولتُقدم على عمل يُميزك على الدوام؛ لأنه ما تستحقه فعلاً.