14 سبتمبر 2025

تسجيل

المشهد العربي!

19 مارس 2014

هل كان قصرا من خيال فهوى؟! الآمال الكبيرة التي بنيت منذ انطلاقة قطار المطالبة بالتغييرات في العالم العربي تتلاشى يوما بعد الآخر، الحروب والصراعات والدمار والسجون انتشرت وازدادت والثورات المضادة كسبت العديد من جولاتها والضحية الكبيرة هي الديمقراطية. إن العلة كامنة في الداخل وليست مستوردة من الخارج، إنها حصيلة الصراع منذ آلاف السنين على السلطة والسيطرة ونفي الآخر، هي المعضلة الكبرى التي تقف في وجه نمو نبته الديمقراطية في الصحراء العربية. لقد تفشى في الجسد العربي فيروس الاستبداد، وأصبح الفرد منقادا بشكل شعوري وغير شعوري إلى الولاء والتقديس للبشر والشخصيات سواء كانت رموزا سياسية، عائلية، قبلية، دينية، عشائرية. وفي المجتمع الاستبدادي يصبح المستبدّ هو القيمة التي تعلو وتدوس كل المبادئ والقيم في المجتمع، وتصبح أفعاله وقراراته هي النموذج الأمثل والحقيقة بعينها. وأمّا من حيث المجتمع، فإنّ المدح والتزلف والثناء ورفع صور المستبد هو المنتج اليومي الذي يجب أن تقوم به الجماعة الناجية من جحيم الدنيا وعذاب المعتقلات والسجون، والمطلوب من الجميع بلا استثناء تمجيد ومباركة ما يقوم به الرئيس أو الأمير أو الزعيم، ولا عجب ولا غرابة في أن يصبح النفاق والرياء والكذب هو العلاقة التي تربط المجتمع بالسلطة والرموز التي توجد في قمّة الهرم السلطوي. المشهد العربي فعلا يدعو للكآبة، حتى أبسط المبادئ العالمية الخاصة بحقوق الإنسان غائبة ومغيبة من الحرية، إلى المساواة أمام القانون، والأمن، والملكية الفردية، والقانون باعتباره ما ينظم العلاقات بين أعضاء المجتمع ويضمن حقوقهم الفردية والجماعية ويحقّق المساواة بينهم. ولكن مع ذلك لا يأس مع الحياة وسنبقى نؤمن أن المستقبل سيكون أفضل!